مدني عباس: الدعم السريع كقوة يجب إلغاء وجودها عبر تدبيرات الدمج والتسريح
لو كانت الحرب خطوة متعمدة لإضعاف الثورة -وهي ليست كذلك – فهي اقوى خطوات العصابة الانقلابية ، شخصيات لها صوت وقدم في الثورة تكاد تطير من الفرح بخروج البرهان من ملاذه الأمن بينما كانت أرجاء السودان المختلفة تحت القصف والدماء ،
قبلها بأيام والحديث عن سقوط المدرعات شخصيات ديسمبرية تتراوح بين الشماتة الظاهرة أو الشماتة المستترة ( بتاعة ياخ لكن الكيزان ديل انتهوا من الجيش ) وهو دعم ولو مستتر للدعم السريع ، أي بؤس وأي هشاشة ثورية تلك التي تجعلك مشجع في ملعب الخيانة الوطنية .
لن تنتهي هذه الحرب بانتصار أطرافها حتي لا تهدر عواطفكم الثمينة ، بل تتوقف بوجود صوت وكتلة مدنية قوية ترتد بنا إلى مباديء ديسمبر المجيدة ، أما الاكتفاء بدور التشجيع فإنه يمنح أطراف الحرب بعد فسادهم في الأرض موطأ قدم في مرحلة ما بعد الحرب ،
موقف رفض الحرب لا يساوي بين الجيش كمؤسسة يحب إصلاحها والدعم السريع كقوة يجب إلغاء وجودها عبر تدبيرات الدمج والتسريح ( والتسريح اغلب في العملية علي الدمج ) ، ولكنه في نفس الوقت يرفض وجود أي من القيادات العسكرية في الحيش أو الدعم السريع في مرحلة ما بعد الحرب .
هذا الصراع بين العصابة الانقلابية اوجد حالة من ضعف الذاكرة السياسية تحاول أن تفقد التاريخ ترابطه الجدلي والسببي لتجعل من ١٥ ابريل وكأنها بداية لا نتيجة ، وأن يتم الاصطفاف مع طرفي حربها . علي العموم ستمضي سكرة الانحيازات الفاسدة ونصبح علي واقع أن لا حل بغير توحد القوي المدنية الديمقراطية وكلما كان ذلك أسرع كلما كان أوفق .
مدني عباس