المحك ليس ما يقوله البرهان وإنما ما يفعله
كلام البرهان عن عدم وضع يده مع الخونة كلام ممتاز. ولكن المحك ليس ما يقوله البرهان وإنما ما يفعله.
ما يجب أن يعلمه البرهان أنه لييس مصدر ثقة لغالبية من يقفون معه في معسكر الحرب ضد الخونة بل مصدر خوف وقلق. هناك خوف من التفريط مرة أخرى في سيادة البلد وفتحها مجدداً للتدخلات الخارجية.
إذا كان البرهان جاداً في كلامه فيجب أن يعمل على حماية القرار الوطني من التدخلات الخارجية وأن يرفض اي حوار سياسي خارج حدود البلد. هذه أول خطوة من خطوات استعادة السيادة والكرامة الوطنية. نعم للحوار السياسي الشامل ولكن بإرادة سودانية خالصة وداخل التراب السوداني وبدون تدخل من الخارج. مثلما قال البرهان حاربنا لوحدنا كشعب سوداني ولم يحارب معنا أحد، يجب كذلك أن نمتلك قرارنا الداخلي وسيادنا بدون تدخل من أحد.
إذا تم قفل باب التدخلات الخارجية سنضمن تلقائياً أن لا عودة للمليشيا كفاعل سياسي ولا عودة لحلفاءها إلى السلطة بنفس أجندتهم القديمة وبشروطهم؛ من ليس هناك قضية جنائية ضده مرحباً كمواطن بكامل حقوقه مثل الآخرين بما في ذلك الحق في المشاركة السياسية، ولكن بقطيعة كاملة مع أفق ما قبل 15 أبريل. السيادة الوطنية يجب أن تكون عنوان المرحلة القادمة وهي المعيار الأساسي للفرز؛ هل أنت مع السيادة وضد التدخلات الخارجية أم لا هذا ما يحدد موقعك ومصيرك يشمل ذلك البرهان نفسه.
حليم عباس