راشد عبد الرحيم: الصليب والأسري
تدخل الصليب الأحمر الدولي في الحرب التي نعاني منها مرة واحدة عندما نجح في فك أسر مواطن سوداني لواء طبيب في الجيش وهو من إخوتنا الأعزاء الأقباط .
هذا تدخل مشروع في شأن مواطن سوداني له دوره في مؤسسة عريقة هي القوات المسلحة وفي مجال إنساني رفيع هو الطب ، لكن هذه المنظمة الدولية غابت عن شأن الأسري الآخرين .
يبقي التساؤل عن غياب الصليب الأحمر في شأن العديد من الأسري الذين لا تزال تحتجزهم مليشيا الدعم السريع وهم من فئات عديدة من الشعب السوداني منهم الشباب والنساء و المرضي وكبار السن ، وهم ليسوا مقاتلين ويعيشون أوضاعا إنسانية فظيعة حيث يعانون من السخرة التي يجبرهم عليها آسروهم كما أنهم يعانون من الجوع والتعذيب والمنع من العلاج ومن كل الحقوق المكفولة دوليا مثل التواصل مع الأهل وتوفير المتطلبات الإنسانية من علاج وأدوية و غيره .
والأخطر أنها تجعل منهم دروعا بشرية تحتمي بهم وهم محتجزون في مواقع معروفة في الخرطوم وفي غير الخرطوم وهنالك سجون كثيرة يحتجزون فيها .منها معتقلات في معسكرات سرية في الرياض والادلة الجنائية وسوبا وشرق النيل وكافوري ومعتقلات اخري في مؤسسات ومنازل مواطنين طردوا منها بقوة السلاح و تحت التهديد .
وهنالك ما هو أسوأ من ذلك اسر فتيات وإغتصابهن وبيعهن في أسواق نخاسة أقامها الدعم السريع في مناطق من دارفور .
سكوت الصليب الأحمر عن كل ذلك يخالف المواثيق الدولية التي تنظم أعماله كما أن تحركهم في الحالة التي أشرنا إليها فقط يطرح تساؤلا وشبهة حول مسببات دينية وتفرقة بين المواطنين .
هنالك العديد من المنظمات الدولية والإقليمية الإنسانية مثل ( هيومن رايتس وواتش ) و غيرها غابت عن المساهمة في إنقاذ الأسري رغم توفر الإمكانيات التي يملكونها . المعلومات عن أماكنهم أوضاعهم مؤكدة و لا عذر لهم غير الكيد و التفرقة بين المواطنين .
راشد عبد الرحيم