قال الإعرابي: حميدتي انتهى
دخل إعرابي على رجل من نازحي الحرب وهو يرمي الطعمية ..فقاله له من أي البلاد أنت ؟ ألتفت إليه الرجل فقال وعينه بالحزن معصورة.. أنا من أرض المعمورة .. تزوجتُ جاريةً يكسوها البياض..أتيت بها من حي الرياض..
قال الأعرابي : هي إذًا من بلاد لوشي ..تلك التي هدت من الجمال عروشي .. ثم ألتفت إلى صاج الطعمية حقو وقال له : لماذا أنت على هذا الحال..وقد أتيت من أرضٍ مال و جمال..؟
تنهد الرجل بعمقٍ حزين..وقال وهو يقش عينه بالعجين.. لقد تعرضنا في أرضنا لهجوم..من قومٍ وجوهمم ليس فيها جضوم.. يلفون حول رأسهم شالات.. ويُفعلون في البيوت فعل النشالات.. ، دهى الإعرابي من ذا الخطب المهول..وقال لا تخبرني أنهم يبحثون عن الفلول ! ، قال الرجل وكيف عرفت الذي من أجله قطعوا الفجاج؟.. رد الإعرابي وقال هذا ما كان يقوله الحجاج..
ثم أردف يسأل.. وكيف حال التسعة طويلة في ظل هذه النوازل ؟.. قال إنهم مشغولون بشفشفة المنازل ..
ثم سأله عن جارية تدعى ليلى آفرو.. قال إنها بيعت في مزاد بهيج..لرجل من اثرياء الخليج..
قال وما حال القونات ؟.. قال هاجروا للغناء في بلاد الأهرامات..
ثم استدار الأعرابي وقال.. وما اسم هذه البلاد التي فيها باعوضةٌ غزيرة.. قال أنها تسمى الجزيرة..قال إريد بيتًا فكيف حال الإيجارات ؟ قال هل لديك من المال المليارات ؟ قال لا . . قال إذا امشي اسكن في الخلا.
ثم وضع الإعرابي لثامه ورفع عراقيه وأنشد يقول :
ألا إنّ الجنجويدَ ثلاثةٌ.. الدعمُ وناس الإيجارات وخالف سلك ..
ثم أخذ يمضي فقال له صاحب الطعمية..وحميدتي ؟ قال الإعرابي حميدتي انتهى
الطيب بركات