رأي ومقالات

خالد الإعيسر: الدين النصيحة

كبار القوم والمتعلمين والحكماء السودانيين من أبناء الولايات الغربية التي جاء أبناؤها للقتال مع التمرد، هؤلاء عليهم مسؤولية أخلاقية ودينية ومجتمعية.

أهلنا وأخوانا زعماء المناطق والقبائل في تلك الديار التي كان لها سهمها الكبير في النضال الوطني، ويشارك منها بعض المغرر بهم من صغار السن في هذه الحرب، وهم الذين يقتلون بأعداد كبيرة وبصورة مخيفة هذه الأيام.

هؤلاء العقلاء يجب ألا يظنوا أن حديثي هذا من باب التخويف أو الانحياز للجيش، وأنا أعلم أن الجيش يتقدم بثبات مع مرور كل ساعة زمن.
لكن الحقيقة أني أحدثهم بصدق الإخوة في الدين والوطن.

صدقوني لا توجد فئة حكيمة تحارب جيش خلفه شعب بأكمله، ولهذا مع مرور الأيام أولادكم “سينقرضون” في هذه الحرب غير المتكافئة ضد جيش دولة بفرق عسكرية متكاملة وتموله الخزينة العامة ومسنود بإرادة شعب كامل.

كما أنه ليس بإمكان أي قبيلة -مهما كان حجمها وتعدادها- أن تحكم وحدها أمة كاملة ومكونة من مئات القبائل والأعراق وتعدادها يفوق الأربعين مليون نسمة.
أحدثكم بصدق.

انصحوا أولادكم وإخوانكم وجيرانكم أن يضعوا السلاح ويخرجوا من هذه الحرب بسلام، وألا ينساقوا إلى التهلكة بأنفسهم وقوفاً خلف أهداف مليشيا تدعمها دول لها أجندات ضد بلادكم وشعبكم، في حرب يقودها رجل متخفي وغير معلوم مكانه ولا مصيره الآن؛ ويُزعم بأنه الوصي على الشعب وبدأ أكاذيبه لإشعال الحرب بالحديث عن الديمقراطية، ثم تحول إلى شعار محاربة الفلول والكيزان “وهو أكبر فلولي بالوقائع والتاريخ والممارسة”، وعندما فشلت كل خططه فِي السيطرة على الحكم سقط إلى درك القبلية السحيق.

انتبهوا..
من يريد ترسيخ القيم الديمقراطية وأسس الدولة المدنية لا يعقل أن يفرضها على بقية السودانيين بقوة السلاح والجرائم التي شاهدها العالم من قتل، ونهب، واغتصاب، وتدمير للبنى التحتية والمنشآت وجميعها جرائم محرمة دولياً وتجافي قيم الدين الحنيف.
وكما صرحت قيادة الدولة أنه ممول من جهات خارجية جلبت له العتاد الحربي وبعض المرتزقة من دول أخرى وأدخلتهم وسط بعض السودانيين ليقاتلوا معهم بني جلدتهم من النساء والأطفال والشيوخ.

إنتبهوا..
لا تتوقعوا ولا تنتظروا أن تستسلم لهم الدولة، هذا لم يحدث في أي بلد آخر ولن يحدث في السودان.

اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.
خالد الإعيسر
الخميس 21 سبتمبر 2023م