لا أعلم ما سبب تأجيل البرهان زيارته للسعودية، ولكن يمكن أن يكون أحد الأسباب هو إنتظار نتائج معركة نيالا الكبرى
أجّل البرهان للمرة الثانية رحلته للملكة العربية السعودية، وجاء ذلك بعد حديث السفير السعودي عن بشريات بنهاية الحرب وقرب بدء التفاوض، كما أن عبد الرحيم دقلو قد عاد إلى دارفور وسط إختفاء لأفراد الميليشيا في كثير من أحياء الخرطوم وانسحاب مجموعات منهم إلى ولاية جنوب دارفور.
عودة عبد الرحيم دقلو إلى دارفور كانت في محاولة لإخماد نار الفتنة بين قبيلة السلامات وقبيلة البني هلبة وهو ما فشل فيه حتى الآن، كما أنه يحضر لهجوم ضخم على حامية الجيش في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، وبسبب الإستنزاف الذي حدث لقوات الدعم السريع على مدار ما يقارب الستة أشهر، صار مجبراً على سحب أعداد من القوات من الخرطوم لتوجيههم لمهاجمة الحامية في نيالا، بعد أن صار إسقاط أي معسكر للجيش في الخرطوم أمرا شبه مستحيل، بل حتى أن مهاجمة هذه المعسكرات بصورة مستمرة ومتواصلة بضراوة صار غير ممكن، فحتى القيادة العامة -آخر أهدافهم- لم يتمكنوا من مهاجمتها بصورة متواصلة وكانت الهجمات متقطعة.
درجت الميليشيا للمقامرة بمهجمات ضخمة عقب ارهاصات التفاوض، حيث أنهم يبحثون عن كروت ضغط تمنحهم موقفاً تفاوضياً أفضل، وربما الهدف من مهاجمة نيالا هو الحصول على عاصمة لحكومة آل دقلو تكون في غرب السودان، تهدف الميليشيا منها للحصول على وضع تفاوضي مختلف تماماً، فتشكيل حكومة في الخرطوم أمر مستحيل نظراً للوضع العسكري، ولكن ما إذا تمكنت من السيطرة على مدينة نيالا بالكامل بإسقاط حامية الجيش هناك فسيكون الوضع مختلفاً.
لا أعلم ما سبب تأجيل البرهان زيارته للسعودية، ولكن يمكن أن يكون أحد الأسباب هو إنتظار نتائج معركة نيالا الكبرى، كما أن الجيش ما زال متمسكاً بموقفه في عدم الرجوع إلى التفاوض إلا في حال خرجت الميليشيا من بيوت المواطنين، المستشفيات وباقي المرافق المدنية.
ربما اقتنعت الميليشيا بعدم إمكانية إسقاط الخرطوم، ولكنها ستواصل في هجماتها الإنتحارية على معسكرات الجيش في الخرطوم بوتيرة مناوشات قليلة، ولكنها ستُصعّد وتيرة المعارك في جنوب دارفور أملاً في تغيير المعادلة.
نجحت الفرقة ١٦ مشاة منذ بداية الحرب في الدفاع عن مدينة نيالا، واظهروا استبسالاً غير اعتيادي ابتداءاً من قائدهم الشهيد اللواء ياسر فضل الله، والذي لم ينجح اغتياله في إحباط معنويات المرابطين في الحامية، بل زادهم إيماناً بقضيتهم السامية التي يدافعون عنها بأرواحهم وأملُنا فيهم كبير بمواصلة الدفاع عن أرضهم دون خوف.
نصر الله قوات شعبنا المسلحة.
#معركة_نيالا_الكبرى
أحمد الخليفة