رأي ومقالات

محمد عثمان إبراهيم: الرقص في زمن الحرب

#الرقص_في_زمن_الحرب
الناس في شنو والدامر في شنو؟
فيما الحرب مشتغلة في الخرطوم ودارفور وكردفان والنيل الأزرق وامتدت أمس إلى ولاية الجزيرة كان هناك آخرون يجتمعون على الطبول للرقص والغناء في مشهد لا يليق.

من هو الوالي الذي صادق على هذا المهرجان على مبعدة من قيادة المدفعية عطبرة التي ما زال ينتظرون منها أن تسمعها الصوت الذي يخيف الأعداء لا أصوات المغنين والمصفقين ووقع خطوات الراقصين والراقصات.

هذا الوالي ولجنته الأمنية وأعيان المدينة يستحقون الطرد من وظائفهم والعقاب.
الرقص والغناء وسباقات الحمير لا تليق بمن يواجهون حرباً وقتلاً وتشرداً .

المخرج الطيب صديق نزح من بيته ومكتبه بسبب الحرب وبدلاً عن أن يدعم من يقاتلون ليعود له بيته وداره وبيوت الملايين من الذين تشردوا في الأرض، يقيم الحفلات ويخدع البسطاء بجمعهم للرقص والغناء.

هل قامت مؤسسات حكومية بتمويل هذا العبث؟ لو حدث هذا فإن المسئولين فيها يستحقون الطرد من وظائفهم والعقاب الشديد على هذا السفه؟

في كل أنحاء السودان يئن المرضى ويصرخون ويموتون على الأرض من عدم العلاج،
وفي شوارع القاهرة يتسول السودانيون والسودانيات بحثاً عن كرامة أهدرتها حكومتهم التي لا يوجد فيها رجل واحد يمنع هذا العبث والسفه.

هذه الحرب أخرجت أسوأ ما في البعض منا وهو ضعف الحساسية والهوان النابع من الذات.
يا أهل السودان هذا وقت للبكاء لا للغناء لا تجتمعوا للرقص وهز الأجساد وبعضكم يقتل وينهب ويسلب حقه ويهان، وإن عجزتم عن مساعدتهم بالفعل وبالمال وبالكلمة ساعدوهم بالدعاء لله تعالى أن يرفع عنهم البلاء ويعيد لهم نعمة الأمن والطمأنينة والسكينة.

محمد عثمان إبراهيم