رأي ومقالات

درس الطوفان

لا يزال الشعب الفلسطيني في كل بقاع فلسطين، وفي شتاته حول العالم يقدم لنا نماذج ملهمة في الدفاع عن الحق و المستحق، فرغم المأساة التي يعيشها كشعب قطعت أوصاله وشتت في بقاع الأرض إلا أن مقاومته المسلحة و السلمية، بكافة أشكالها مستمرة ومتقدمة.
وبكل تأكيد تظل القضية الفلسطينية في كافة محطاتها ورؤيتها بوصلة للأحرار، وهنا أستدعي مقولة أحد الأصدقاء من جنوب إفريقيا، حيث أشار إلى أننا سنجد معظم منظري التحرير و مقاومة الهيمنة والإستعمار قد مروا على ملامح من القضية الفلسطينية وسياسات الإستعمار المتأخر الصهيونية إتجاه الشعب الفلسطيني.

لهذا كانت القضية الفلسطينية هي بوصلة سياسية واضحة نقيس من خلالها المواضع و المواقف داخليا، خصوصا في وضعية السودان التي شهدت موجات للمساومة على التطبيع والإرتضاء به خيار سياسي وشرط، لذلك سنفشل ونسعى لأن نفشل كل محاولة للتطبيع مع الكيان.

مع انطلاق طوفان الأقصى، تظهر ملامح مهمة في التعلم من الدرس الفلسطيني المقاوم، فبالرغم من حصار على قطاع غزة والذي يعد أكبر سجن في العالم حيث يحاصر برا وبحرا و جوا، وسياسات تقسيم مستمر و منع وحرمان، طورت المقاومة منظومتها العسكرية.

وهنا يمكن أن نرى الدرس الأول وهو الصبر والثبات، فما تم دفعه في المواجهات السابقة و الثبات على المواقف حصدته المقاومة استعداد كبير وطويل. بما يعني أنه مهما استمر المسير نحو الهدف فإنه لابد من ثبات واضح.

ليكون الدرس الثاني ماهو استراتيجي، فطالما أن العدو واضح ومعروف فإنه لا بد من الاستعداد المستمر و التخطيط بعيد المدى. لذلك نجد تطوير القدرات والإمكانيات مهما كان الحصار صعب و الخيارات قليلة، فلا بد التطوير وفق استراتيجيات واضحة.

الترتيب الداخلي و التنظيم، ففي خط مواجهة متوقع في أي لحظة ومع عدو ذو استخبارات قوية وترسانة اقتصادية كبيرة و وضعيات عسكرية تغلبت في تاريخ سابق على جيوش عربية، فإنه لابد من بنية وقدرة داخلية كبيرة.

ما يستفاد من الدرس الفلسطيني وتاريخ المقاومة المسلحة و السلمية طويلة في مضارب مختلفة، ويجب الاستفادة منه.

فلو نظرنا إلى واقعنا السياسي و العسكري سنجد أننا في حاجة إلى إستلهام هذا النموذج في صناعة واقع سياسي وإجتماعي مغاير.وهنا نضع هذا الدرس على طاولة من يجب أن يعيه.

العزة و الرفعة لشعب فلسطين ومقاومته المسلحة، والخزي و العار لكل المطبعين والخونة في صفوف الشعوب، ودام طوفان الأقصى، ودامت صواريخ المقاومة حتى آخر مستوطنة محتلة يعود ترابها في أيدي الفلسطينين.
#طوفان_الأقصى

حسان الناصر