رأي ومقالات

اختبار دولي على الساحة الفلسطينية

الحرب التي اندلعت بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل تختلف هذه المرة عن غيرها من الحروب السابقة، مع تزايد أعداد القتلى والأسرى في إسرائيل وما سببته المفاجأة من اهتزاز في الروح المعنوية سيكون من الصعوبة الحديث عن وساطات تقليدية، كما حدث في جولات سابقة، وحسب الكاتب قد تغير هذه الجولة من المعارك في قناعات المجتمع الدولي بشأن العودة إلى العملية السياسية، لأن تكسير عظام السلطة الفلسطينية في رام الله وتفريغ قيادتها من غالبية المضامين السياسية والأمنية منح الفرصة لحركتي حماس والجهاد الإسلاميتين لتحقيق تقدم على حساب حركة فتح التي تتبنى حلا سلميا للقضية الفلسطينية.

ويرى الكاتب أن المجتمع الدولي يخوض اختبارا حادا هذه المرة، لأن تجاهله السنوات الماضية لدعم عملية السلام أحد المكونات المحورية التي قادت إلى النتيجة البائسة الراهنة، والتي يمكن أن تتزايد صعوبتها مع دخول أطراف غير فلسطينية، فالجبهة اللبنانية يمكن أن تنزلق إلى الحرب، وإيران قد تشارك بدرجات متفاوتة عبر وكلاء لها في سوريا. وحسب رأي الكاتب يؤدي صمت المجتمع الدولي أو تجاهله أو تقاعسه نحو ما يجري بين حماس وإسرائيل إلى فتح المجال لسيناريوهات لن تقف عند مستوى وقف الرهانات على مشروعات إقليمية تلعب فيها تل أبيب دورا مهما، لكن سوف تضفي معالم قاتمة أشد خطورة على الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وربما تعيد إليه صبغته العربية الطاغية.

كتب محمد أبو الفضل – صحيفة العرب