ارسل الينا حميدتي فى اليوم الثانى للانقلاب رسولا يخطرنا بان هذا الانقلاب انقلاب الكيزان
لم تحمل يومية التحري بينة فى مواجهة المقبوض عليهم من قيادات الحرية و التغيير بلجنة ازالة التمكين . فى الواقع كان القبض اعتقالا بغطاء جنائي لتحقيق هدفين الاول هو الحيلولة دون مواصلة جهودهم الشخصية فى مقاومة الانقلاب ، و الثانية قطع الطريق نحو الوصول الي اتفاق لانهاء الانقلاب عبر التفاوض. لم يكن معسكر الانقلاب موحدا منذ اليوم الاول ، فقد جمع حوله تناقضات توحدت فى الرغبة فى قطع الطريق نحو التحول المدني الديمقراطي، و معاداة الحرية والتغيير، ولم يكن ذلك استنتاجا ج، فقد ارسل الينا حميدتي فى اليوم الثانى للانقلاب رسولا يخطرنا بان هذا الانقلاب انقلاب الكيزان ، وبسبب الرسالة التى حملها الينا موفد حميدتي تم تصفية الشهيد مصطفى الذي كان يقود السيارة التي تقل طه عثمان ظنا ان الشهيد هو طه نظرا للتشابه بينهما ، وفيما كان معسكر الموز يدعم الانقلاب بهيستريا من اجل المناصب و النفوذ ، كان مدبري الانقلاب الفعليين يسعون الي الي اكماله باستعادة السيطرة على كامل جهاز الدولة ، وهو التناقض الذي قاد الي الاتفاق مع الرئيس حمدوك ، وهو عينه سبب الفشل فى السير بالانقلاب الي نهايته للعجز فى التوفيق بين التناقضات مع المقاومة الشعبية و السياسية الواسعة .
بعد اعتقال قادة الحرية والتغيير فى سجن سوبا ، اجتمعت شخصيا مع ياسر العطا عدة اجتماعات . فى الاجتماع الاول قلت له اننا لسنا بصدد التلاوم حول انقلاب ٢٥ اكتوبر ، مع اهمية تحليل ودراسة الاسباب الموضوعية و الذاتية التي ادت الي الانقلاب ، وانني هنا لمواصلة الحوار الذي قطعتموه باعتقال ممثلينا فى الاتصال ، وهنا قال لي انه لا علاقة له بالاعتقال ، وان ملف التمكين تحت مسئولية ابراهيم جابر ، وانه شخصيا يعتقد ان المعتقلين من اعضاء اللجنة من انزه السودانيين اللذين عرفهم وهو ما اكده فى حوار تلفزيوني لاحقا . بعد نقاش عميق استمر لايام فى رمضان قبل الماضى انضم اليه لاحقا قياديان من الحرية والتغيير اتفقنا على مبدا التفاوض للوصول الي انهاء الانقلاب وفق الاسس الاتية :
اولا : لا شراكة جديدة فى قيادة السلطة الانتقالية القادمة .
ثانيا : انهاء وضعية تعدد الجيوش بدمج الدعم السريع فى الجيش ، وتنفيذ الترتيبات الامنية باتفاق جوبا .
ثالثا : توسيع قاعدة الانتقال السياسية و الاجتماعية
رابعا : التمسك بتفكيك نظام الثلاثين من يونيو وازالة التمكين
خامسا : التمسك بقاعدة عدم الافلات من العقاب عبر تدابير العدالة و العدالة الانتقالية
لم يكن الوصول الي هذا التفاهم سهلا ، فقد كان حوارا بين ثلاثة من قادة الحرية والتغيير و ياسر العطا ، وفى الحقيقة بدا ياسر قبل تلك القاءات اجتماعات مع قادة من الحرية والتغيير وخارجها ولكنه ابلغنا انه تلقى موافقة البرهان على الحوار معنا وهنا سالته وحميدتى ؟ وابلغناه بوضوح اننا ندرك الاختلاف والتوتر القائم وهدفنا من الحوار هو تجنب الحرب واننا لن نكون فى صف الدعم السريع ضد الجيش و لا صف الجيش ضد الدعم السريع. قال لي ياسر هل انت مستعد تقابل البرهان .. قلت له نعم ..
محمد حسن عربي
*والي شمال دارفور السابق