راشد عبد الرحيم: مفاوضات جدة
تم تداول معلومات تفيد بإستئناف مفاوضات جدة بين الجيش و المتمردين فهل ستتحقق عبرها الأهداف الوطنية المنتظرة ؟
موقف القوات المسلحة الثابت أن أي تفاوض يتم سيكون إنطلاقا من نهاية الجولات السابقة و التي تقرر فيها خروج المتمردين من الأعيان المدنية كأهم بند .
القوات المسلحة و القوي الشعبية المؤيدة لها تريد نهاية تبدأ من الميدان و ما تحقق فيه من إنتصارات ، لن يكون مقبولا معه أن يعود المتمردون علي مبدا عفا الله عما سلف ليكونوا جزءاً من الجيش عدا الإستيعاب وفق شروط و متطلبات العمل في القوات المسلحة .
القوي المؤيدة للجيش عمادها المواطنون و منهم الذين تضرروا من بطش التمرد و فقدوا أبناء و آباء و نساء إغتصبن و أعداد مقدرة منهن أخذن سبايا و تم بيعهن في أسواق نخاسة في دارفور ، و فيهم أيضا من لا يزال جنود التمرد يحتلون منازلهم بعد أن نهبوها .
من هذه القوي مواطنون ساندوا القوات المسلحة مباشرة في القتال و آخرون إنخرطوا مستنفرين و مدربين علي يد الجيش لحرب الجنجويد .
الطرف الآخر المؤيد لسلام غير مشروط هم قوي الحرية و التغيير التي تريد إتفاقا يعيدهم إلي ما كانوا عليه حكاما و مسيطرين علي البلاد ، وحدهم من يحدد و يرسم ميدان العمل السياسي و للأسف تحفزهم و تشجعهم و تساندهم قوي خارجية متعددة مع قابليتهم لتحقيق أهدافها طالما ستعيدهم للسلطة .
المفاوضات قد تحقق نتائج تقبل بها القوي الخارجية و تقلل من أطماعها .
يبقي أن النتيجة الإيجايية المقبولة من المفاوضات ألا تكون متعارضة مع متطلبات الشعب السوداني في وقف الحرب و معالجة آثارها و تحقيق الإستقرار .
غير ذلك ستكون النتيجة سلاما يعيد حربا تغذيها مرارات و حتما لن يقبل الشعب السوداني أن يكون ضحية لتجار الحرب مرة أخري .
راشد عبد الرحيم