رأي ومقالات

حتي لا يكون السلام مجرد علامة تجارية: بل بس، نسخة قحت

حتي لا يكون السلام مجرد علامة تجارية:
بل بس، نسخة قحت:
ورد في البيان الختامي للاجتماع التحضيري لوحدة القوى المدنية الديمقراطية:
“وأن جهود وقف الحرب وإعادة البناء وعمليات التأسيس لهذه الدولة يجب أن تقوم على عملية سياسية تفاوضية لا تستثني أي فصيل سياسي سوى المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية وواجهاتها و كل من دعم و يدعم حرب الخامس عشر من أبريل.”

وهذا حقا بيان غريب. إذ يصر خطاب قوى الحرية والتغيير، معية حلفائها، على أن هذه الحرب بدأها وأججها الإسلاميون. وتصر قحت أيضاً على أن السلام هو المطلب الأكثر إلحاحاً.
ولكن إذا كانت قحت جادة بشأن السلام، فلماذا تدعو ل “عملية سياسية تفاوضية تستثني المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية وواجهاتها و كل من دعم و يدعم حرب الخامس عشر من أبريل”؟

من يريد السلام، بالتعريف، عليه أن يتفاوض مع أعدائه. لا أحد يتفاوض مع أصدقائه سعياً للسلام. حتي البصيرة أم حمد لا تفاوض أحبابها ومعجبيها بحثا عن السلام.

لذا، إذا كانت قحت جادة في البحث عن السلام فعليها أن تتفاوض عليه مع أعدائها الذين تدعي أنهم بدأوا الحرب واستمروا فيها. حتي لا يكون السلام مجرد علامة تجارية ولا أكثر.
ولكن إذا كانت قحت لا تريد التفاوض مع الإسلاميين الذين “بدأوا الحرب”، فمن حقها أن تتبنى هذا الموقف، لكن عليها أن تتوقف عن التظاهر بأنها تريد السلام. لأنها إذا كانت ترفض التفاوض مع أعدائها فإن موقفها الرسمي هو: بل بس ولترق كل الدماء.

أعني أن قحت لا تستطيع أن تاكل الكبسة وتحافظ عليها فهذا طمع مستحيل..
** البصيرة أم حمد امراة أدخلكت عنزتها راسها في برمة. ولم تدر البصيرة كيف تحل المشكلة. فقامت بقطع راس العنزة، فوقع الراس المقطوع داخل البرمة. ماتت العنزة واضطرت البصيرة إلي كسر البرمة لاخراج الراس المقطوع حتي لا يتعفن وتفوح رائحته. فقدت أم حمد العنزة والجرة فلا عنزة انقذت ولا برمة ابقت. وصارت البصيرة مضربا للمثل في حكمتها. ومن هنا مخافة أن لا تدرك قحت سلاما ولا بل فتفقد العنزة والبرمة معا.

معتصم اقرع