أراد أن يحتل الخوطوم وكل السودان، فكانت الخرطوم هي مقبرته، وسيتصبح دارفور أيضاً مقبرة له ولو بعد حين
بعد أكثر من ستة أشهر من الحرب، فشل انقلاب المليشيا وحلفاءها، فشلت رهانات التدخل الخارجي ونزع الشرعية من الحكومة، فشل تحالف المليشيا وقحت في حشد تأييد سياسي داخلي وبالعكس ثبت للجميع أن المليشيا هي مجرد عصابات إجرامية ما دخلت مكاناً إلا حل به الخراب والتدمير والإجرام وثبت للشعب السوداني عمالة ووضاعة جماعة الحرية والتغيير.
نعم خسر الجيش فرقة عسكرية في نيالا بعد صمود واستبسال طويل، كان يُمكن أن تسقط منذ اليوم الأول للحرب. هذه معركة خسرها الجيش وهي انتصار للمليشيا وحلفاءها ولهم أن ينتشوا ويفرحوا بذلك، ولكنها معركة ضمن حرب مصيرية للدولة لا مجال للمساومة فيها.
ستظل مليشيات الدعم السريع مجرد مليشيات مجرمة هدفها النهب والتخريب والإجرام وسيبقى الجيش هو حامي الشعب وصمام أمان البلد واستقراره؛ فبقدر ما تكسب المليشيا عسكرياً فهي تخسر سياسياً لأنها مجرد مجموعات من المرتزقة واللصوص، ولقد رأينا ذلك في كل مكان دخله هؤلاء الأوباش. وستظل المليشيا مجرد أداة تخريب للدولة تقاتل الجيش بسلاح أجنبي وبمشاركة مرتزقة أجانب وتمثل أجندة أجنبية غير وطنية، ولذلك لا مجال للمساومة معها. فلا يجب أن يحلم قادة المليشيا وحلفاءهم في الداخل والخارج بأنهم يستطيعون تركيع الجيش وفرض شروطهم باحتلال فرقة أو مدينة. لو احتلت المليشيا كل السودان لن يغير ذلك من حقيقة كونها مجرد مليشيا إجرامية لا يمكن أن تحل محل الجيش ولا يؤهلها ذلك لمساواة نفسها بالجيش ولن تجد من الشعب السوداني إلا المزيد من الإحتقار والحرب.
ثقتنا في الجيش السوداني كبيرة؛ لقد تصدى لمخطط كبير كان كفيلاً بالقضاء على جيوش كاملة. لا يجب أن ننسى ذلك، لا يجب أن ننسى ما كانت تريده المليشيا وما حققه الجيش. ففي اليوم الأول للحرب خرج حميدتي الهالك ليقول للعالم سيطرنا على البلد وكل الولايات والمطارات والقصر والقيادة وحيدنا الطيران وووو. والآن أين هو حميدتي؟
الدعم السريع كان جيشاً كاملاً موازياً، وكان باستطاعته استلام نيالا واستلام كل دارفور صبيحة 15 أبريل، ولكنه أراد أن يحتل الخوطوم وكل السودان، فكانت الخرطوم هي مقبرته، وسيتصبح دارفور أيضاً مقبرة له ولو بعد حين.
حليم عباس