تجارة البشر من القرن الأفريقي عبر السودان
تجارة البشر من القرن الأفريقي عبر السودان..
حلاقي الاريتري في الخرطوم كان رجلا لبقا مثقفا وفوق ذلك كان خبيرا بدهاليز الخرطوم.
كان ذات حلاقة يدردش كعادته فوق رأسي عن تجارة البشر.
قال : المودوع (الموضوع) ده في ناس كبار في البلد دي داخلين فيه ومستفيدين منه ، شبكات ، يستلموا الحبشي والاريتري من الحدود ويوسلوه لحدي ليبيا ، هناك يستلموه ناس تانيين.
في العام 2010م كنت في قسم شرطة دار السلام غرب أم درمان حين لاحظت مجموعة من الشباب والشابات ذوي الملامح القرن أفريقية ، أثيوبيا ، أريتريا ، كانوا في العشرينات غالبا وربما أصغر من ذلك.
جلوسا على الأرض ، يعلوهم الغبار وتغللهم الاستكانة واليأس والصمت ونظرات الحزن والإنكسار.
دفعني الفضول فسألت عسكري : ديل شنو ؟
تهريب بشر ، عصابات بتهربهم ليبيا.
ظلت راسخة في ذاكرتي صورتهم بملامحهم ونظراتهم الزائغة المنكسرة وصمتهم وتلفتهم القلق ووجوههم الشاحبة ربما من الجوع والعطش.
وتستمر التجارة طالما هناك مستفيدين ومتعاونين وإجراءات مواطنة في دول الجوار تحرم غالبية القوميات من الحصول على وثائق المواطنة فينغلق أمامهم المستقبل ولا يتبقى لهم سوى خيارين : الموت في الحروب الداخلية أو الهروب للعالم عبر السودان.
ترسخت صورتهم في عقلي فصرت أعرفهم جيدا.
أعمارهم الصغيرة ، إلتفاتاتهم الحيرى ونظراتهم القلقة.
أعرفهم جيدا.
#كمال_حامد 👓