رأي ومقالات

حميدتي وثلاثة إحتمالات، إختار واحد؟!

بالنسبة لعدد كبير من المراقبين، تأكد تماما أن هناك عيوبا فنية فظيعة في فيديوهات حميدتي كلها، ولكن يجب الفصل بين فبركة الفيديوهات من جهة، ومسألة حياته من جهة إخرى. موت الفيديو لا يعني موت الشخص، يمكن أن يتم اختطاف شخص مثلا، ويتم فبركة تسجيل صوتي أو فيديو له، للتمويه والتضليل من أي جهة لأي سبب، فيكون الشخص موجود والفيديو مضروب. لذلك من شاهد الفيديو وهو لم يفصل بين الأمرين يصعب عليه التمييز، لأنه يبحث عن الخطأ لاثبات وفاته، أو يتمسك بالجزء الحقيقي ومحتوى الكلام لاثبات حياته. وقد ذكرت من قبل .. أنا لم اشاهد أي فيديو إلا بعد كتم الصوت، وتبطئة السرعة لأقصى حد، وفي شاشة كبيرة. لأن تتبع المحتوي السياسي يعطل الذهن من مشاهدة التلاعب الفني في الفيديو. أيضا، ربما يتم التلاعب أحيانا في فيديو حقيقي لإخفاء تشوهات ما.

ما هي الإحتمالات الثلاث؟!
الإحتمال الأول: مات، ولكن ليس من مصلحة الحكومة ولا قادة المليشيا إعلان وفاته. فالحكومة ترغب في تفادي ردة فعل إنتقامية، لا سيما أن المليشيا لديها عدد كبير من الأسرى وربما يتعرضوا للقتل الجماعي، وربما يتم تخريب البنى التحتية للكهرباء أو الاتصالات. قادة المليشيا أيضهم ليس من مصلحتهم إعلان الوفاة لأسباب أوضح من أسباب الحكومة.

الثاني: هو لم يمت ولكن هنالك “قوة جبرية” تمنعه من الحركة والكلام، بسبب مرض أو تشوهات في الوجه، أو هنالك طرف ثالث يحتجزه ويمنعه من الكلام، أو كلا الأمرين، دولة كانت تحتجزه للعلاج وقررت التحفظ عليه.

الثالث: هو حي وبصحة جيدة، نعم صحيح الفيديوهات فيها فبركة، والتسجيلات الصوتية كانت “Deep Fake” أو ذكاء صناعي، ولكن كل ذلك ضمن خطة تمويه ماكرة جدا، تجعل الحكومة بل وكل الأطراف تتوهم أنه ميت لأنها لو عرفت بحياته سيكون همها ملاحقته أكثر من مطاردة قوات المليشيا. أيضا إخفاءه وتضليل الرأي العام والدولي عن وجوده، يجعل من الصعب تحميله المسئولية الجنائية، بمعنى أنه مستفيد من التضليل لأن هذه هي الطريقة الوحيدة باعادة انتاجه سياسيا بعد تحميل عبد الرحيم دقلو المسئولية. لا يطرق الناس هذا الاحتمال وهو الأبعد حاليا، ولكنه يظل احتمالا قائما إلا إذا تم الاعلان عن وفاته.

مكي المغربي
مكي المغربي