عيساوي: بيع المواقف
العالم يتابع جرائم حميدتي التي يندي لها الجبين في العاصمة ودارفور. القتل والتشريد والاغتصاب وغيرها وغيرها التي لم تخطر على عقل بشر. وربما نجد العذر للعالم. لأن إدانته لذلك يتقاطع مع مصالحه. وقد حاولت المستحيل أن أجد العذر لهيئة محامي دارفور ولجنة أطباء السودان المركزية. وقتها قلناها بالحرف الواحد إنهما واجهتان من واجهات الحزب الشيوعي المتعددة. ولكن القطيع في ذلك الزمان أقام الدنيا علينا ذما وتجريحا. عليه نخاطب هاتين الواجهتين بكل وضوح. أيتها الهيئة القانونية المحترمة. هل قيمة العدالة تتجزأ وفق المناخ السياسي؟. وقتها إذا أشار البشير مجرد إشارة لتجاوز الحركات للقانون. نجد التهديد بالجنائية حاضرا في أدبيات الخطاب. ولكن ما الذي جرى حتى صمتت تلك الهيئة غير أن مالك زمام أمرها (الحزب الشيوعي) والغ في الدم الدارفوري مباشرة وذلك بدعمه ودفاعه عن المرتزقة. بل الإشادة بجرائمه. أما الثانية سيئة الذكر (لجنة أطباء السودان) لقد تابعنا البيانات المتلاحقة في إدانة نظام البشير قبل سقوطه بأيام. وكذلك ما بعد السقوط أيام المظاهرات المتكررة (بسبب وبدون سبب). أين تلك البيانات من الذي نتابعه بدارفور من إبادة جماعية. وليس قتل فرد أو فردين. وخلاصة الأمر نتقدم بالشكر أجزله للمرتزقة الذين كشفوا لنا سوق بيع المواقف وفق مصلحة حزبهم. وعروا لنا كثير من الأجسام الهلامية التي كانت متدثرة بثوب الثورية. ولكنها في حقيقة أمرها (وسخ في وسخ).
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الجمعة ٢٠٢٣/١١/١٠