رأي ومقالات

الاقتتال القبلي المستعر بين القبائل العربية في دارفور يكشف بجلاء أن الحديث عن دولة ٥٦، المعني به في المقام الأول الأرض والحاكورة

□ دَرسُ بُرام المستباحة:
□ يكشف الاقتتال القبلي المستعر بين القبائل العربية في دارفور، وعلى وجه التحديد قبائل السلامات من جهة، وكل من الهبانية والبني هلبة على انفراد من الجهة الأخري، يكشف بجلاء أن الحديث عن دولة ٥٦، المعني به في المقام الأول الأرض والحاكورة وليس الإنسان والجلابة.

□ تعد قبيلة السلامات الأقل عدداً بالنسبة لقبيلتي الهبانية والبني هلبة، بيد أنهم يتميزون بالقدرة العالية على استنفار مقاتلي القبيلة من مناطق أم دافوق، وأم دخن، والنيل الأزرق، ومن داخل تشاد وأفريقيا الوسطى، وبجانب هذا يمتاز مقاتلوا السلامات بالشراسة قتالية على نحوٍ يفوق قبائل الهبانية والبني هلبة.

□ لكن ما يعوز السلامات هو ( النظارة ) فليس للقبيلة نظارتها، وهذا يعود على نحو مباشر لعدم وجود حاكورة ( أرض ) للسلامات، وهذا يجعلهم في ضيافة أصحاب الأرض وفق ( دولة ٥٦ ).

□ لاحظ هنا هجوم الهبانية علي قرية ( النضيف )، وهي قرية داخل حاكورة الهبانية، حيث وجود السلامات فيها يعتبره الهبانية محض استضافة، بينما يسعي السلامات لجعلها أرض خاصة بهم، ومن ثم يسعون للتوسع والتمدد حسب الهجرة الجديدة لابناء السلامات من مناطق اخري متفرقة لتقديمها كحاكورة يتم بموجبها منحهم نظارة في جنوب دارفور، وهذا ما يرفضه الهبانية وكذلك البني هلبة في بعض القري التي يشكل السلامات بها حضوراً جاء متأخراً عن دولة ١٩٥٦م.

□ ويبدو أن قائد المليشيا قد منح السلامات وعداً بمنحهم النظارة في حال قاتلوا معه واستولوا علي السلطة، ولهذا يسعى السلامات إلي نيل ما وعدوا به، ولا يجد قائد ثاني المليشيا إلا أن يغض الطرف عن أطماع السلامات في حواكير الهبانية والبني هلبة.

عصمت محمود أحمد