رأي ومقالات

🔴 توثيق أفراد مليشيا الدعم السريع لجرائمهم جهلٌ أم غرور؟

□□ توثيق أفراد مليشيا الدعم السريع لجرائمهم جهلٌ أم غرور؟ أحداث مدينة برام نموذجاً!
○ الأحد٢٠٢٣/١١/١٩م

□ قامت بالأمس مجموعة من متفلتى الدعم السريع من قبيلة السلامات باعتداء غاشم على مدينة برام بولاية جنوب دارفور، وبثت صوراً لأفراد مسلحين يمتطون دراجات نارية وسيارات ملطخة بالطين يقومون بحرق منازل المواطنين الأبرياء، ونشروا صوراً لجثث ملقاة على الطرقات، وهم يكبرون ويهللون بطريقة هستيرية وهجمية يبحثون عن الجزام هذه المرة وليس الكيزان!

□ بالرجوع لأحداث برام المؤسفة نجدها نتيجة لتوترات متراكمة منذ شهور خلت بين قبيلتى الهبانية والسلامات، توترات عجزت كل المحاولات عن نزع فتيلها نسبة لغياب القانون.
□ وعقب سيطرة مليشيا الدعم السريع على قيادة الفرقة ١٦ مشاة بنيالا، ووقوع محليات الولاية تحت احتلال هذه المليشيا الفوضوية، وفى ظل انشغال المتمرد عبدالرحيم دقلو بمعارك عبثية، تنفيذاً لتوجيهات الداعمين له ترك الولاية بأيدى المتفلتين، الذين أحكموا سيطرتهم على الأوضاع.

□ الفوضى أصبحت فى ازدياد وعادت وتيرة الحروب القبلية بصورة أكثر ضراوة، لم تفلح كل محاولات قيادة الدعم السريع فى احتوائها نسبة لانتشار المتفلتين وخروجهم عن السيطرة.
□□ أسباب الاعتداء الغاشم على محلية برام بالأمس:

□ يرجع لسيطرة أحد أبناء برام وهو متمرد سابق يدعى (الجزام)، الذى قام بالاستيلاء على أسلحة وعتاد قوة من الجيش كانت ترابط بمحلية برام تضم مجموعة من أبناء المنطقة، حيث تم التسليم والتسلم دون مقاومة تذكر.

□ وبكل غرور قام الجزام بالتحرك إلى منطقة النضيف التى تقع غرب برام ومحاصرة أهلها الذين ينتمون لقبيلة السلامات.

□ أبناء السلامات التابعين لمليشيا الدعم السريع استنفروا أهلهم من المناطق الأخرى، وقاموا بمهاجمة برام، وارتكبوا جرائم وحشية انتقاماً من تصرفات المدعو الجزام.

□ قيادة مليشيا الدعم السريع كانت على علم بتحركات منسوبيها من أبناء السلامات، ولكن لم تحرك أي قوة للفصل بين الطرفين، فكان الهجوم على برام من محورين والاعتداء على المدنيين الآمنين، فى ظل غياب تام لأي مظهر من مظاهر الدولة.

□ إن السلوك الاستفزازي الذي يمارسه أفراد مليشيا الدعم السريع المتفلتة فى التوثيق لجرائمهم، من تصوير وعرض للجريمة يعتبر تحدى للقانون وغرور زائف، ودليل على أنهم أَمِنُوا العقوبة وأنهم فوق المساءلة والملاحقة القانونية!

□ تتحمل قيادة الدعم السريع المسؤولية الجنائية والأخلاقية لكل جريمة يرتكبها منسوبيهم، وعلى عبد الرحيم دقلو الذي أعلن عن سيطرته للولاية تحمّل نتيجة هذه الممارسات.
□ أهل دارفور يدفعون ثمن دعمهم لهذه المليشيا المجرمة، التى تخلت عن حمايتهم وتفرغ منسوبيها للنهب والسلب والقتال القبلي.

□ إذا لم تقم قيادات دارفور بدورها وتتحلى بالشجاعة وتضع حداً لهذه الممارسات الفوضوية لهذه المليشيا التى تثبت كل يوم أنها تشيع الفوضى والدمار فى إقليم دارفور، فإن الحريق سيشمل الجميع.

□ الصراعات القبيلة أخذت منحنىً خطيراً فى دارفور نسبة لانتشار السلاح وغياب القانون وانقسام المكونات القبلية التى انحاز بعض قياداتها لمليشيا الدعم السريع بحثاً عن مصالحهم الشخصية.

□ انشغال نظار القبائل بالاستنفار لهذا المليشيا وتنفيذ مخططاتها صرفهم عن دورهم القيادى والإصلاح وسط مجتمعهم، وأصبحوا بلا تأثير لأنهم ملّكوا إرادتهم لعبدالرحيم دقلو الذي أصبح يحرِّكهم مثل الدمى.

□ لم يعد هناك مجال للصمت على هذه الفوضى، فلابد للحادبين على مصلحة الإقليم والسودان أن يسعوا لوضعٍ حدٍ لهذا العبث وإعطاء الأولوية للاستقرار، بتفعيل أجهزة الدولة المحترفة من شرطة وأمن، وإعادة السلطة القضائية بصلاحيات واسعة بعد إزاحة كابوس المليشيا الفوضوية.

□ أهل دارفور عليهم أن يتعظوا مما يجرى وأن ينبذوا العصبية القبلية، ويعيدوا للدولة هيبتها ويتواصوا بالحق ويحاربوا المتفلتين،ل ويتعاونوا لتمكين أجهزة الدولة لأداء مهامها بعيداً عن التكتلات الجهوية والعرقية.

□ المنابر السياسية الخارجية لن تجلب استقراراً للسودان، علينا أن نعالج مشاكلنا بأنفسنا ونتصدى للمجرمين والمتفلتين بالاعتماد على إمكاناتنا الذاتية.

□ إن اعتقاد بعض أبناء دارفور أن ما يجرى بتدبير ودعم من الأجهزة الأمنية للدولة العميقة هو دليل عجز عن مواجهة مشاكلهم بشجاعة.

□ الفوضى فى دارفور سببها أبناء دارفور دون غيرهم، فعندما انزلقوا إلى العصبية القبلية، وساهموا فى إضعاف المؤسسات الأمنية وغياب القانون، كانت النتيجة طغيان القبائل على الدولة.

□ علينا أن نترك التلاوم ونبدأ اليوم قبل الغد لإعادة أجهزة الدولة ودعمها، وملاحقة المجرمين، وتفعيل قانون الطوارئ حتى نتجاوز هذه المرحلة العصيبة، ومن ثم نبحث عن إعادة الأوضاع السياسية بطريقة مهنية واحترافية بأن يمثل الشعب قيادته التى يختارها لا التى تفرض نفسها بقوة السلاح.

□ على الداعمين لمليشيا الدعم السريع مراجعة مواقفهم، فإنهم يساهمون على هدم الدولة السودانية بأيديهم، فاعتبروا يا أهل السودان.

إبراهيم مليك: