عزمي عبد الرازق: ما الجديد..؟
ما الجديد..؟
كل الذين تحدث معهم في الآونة الأخيرة، كانت أسئلتهم على شاكلة الجديد شنو، وما العمل؟ أحياناً أجيب وأحياناً أتعذر بأن الأوضاع في بلادنا عصية على الفهم، لن أكون دقيقاً إذا قلت لك بأنك ستعود عما قريب الى بيتك، جيرانك، سيارتك، عملك.. ولا يجب عليك أيضاً أن تُفاجأ إذا قرأت خبراً يوم الأحد بأن البرهان قام بزيارة سرية إلى أوغندا أو كينيا والتقى حميدتي، وناقش معه السبل الكفيلة لانهاء الحرب، وقبل أن تشكك في الخبر سوف تقوم صفحات الجنجويد بنشر الصور، كلاهما في غمرة نشوة وحفل من الإبتسامات، وسخرية من حلفاء الجيش، وربما تفاجأ أيضًا بأن الانسحاب من ود مدني كان تمهيدياً ومتفقاً عليه لتجريع الناس دواء القبول بالتفاوض دون شروط، لو بتحلم بتعويض خسارتك، أنسى يا صاحبي، أما إذا رفضت ذلك سوف نحضر لك الميليشيا في سنار، كسلا، شندي، بورتسودان، أي مكان تذهب إليه، لتشفشف ما تبقى لك.. ثم فجأ لاح لي طيف أمير المهدية الشَّهيد إبراهيم الخليل، حين مضى يشق الصفوف من فوق جواده، شاهراً عبارته الخالدة “الخـيرة في ما اخـتار الله، نصرة ما في، إلا نِحنا قدَّنا بنسدُّو ..”، قلت لعلها تصلح للعزاء اليوم، مع الحاجة إلى جرعة أمل، لا أقصد أمل طبيبة التخدير، شديدة التمنع، هذه الأيام.. ذلك مجرد عزاء، تشاؤم، فكل ما فعلته أنني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً، ثمة خونة ومرجفين ومنافقين، حتى في مدينة الرسول، ولكن بالضرورة لا قنوط ولا يأس من روح الله، ربما كرة أقوى ونصر مبين، أنا وأنت وهم وجميعنا لا ندري﴿ لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ﴾