رأي ومقالات

أنفاق غزة تُذْهلُ الأمريكيين!

إحساس عميق بالندم يضرب قيادات إسرائيل الآن لأنهم استهانوا قبل عدة سنوات بأنفاق غزة، عندما توافرت لهم المعلومات الأولية عند بدء حماس العمل فيها، خاصة أنهم كانوا موقنين أن حماس تستهدف استخدامها عسكرياً ضدهم، على الأقل فى تخزين السلاح وفى حماية المقاتلين..إلخ.

وكان الخطأ الكبير الذى اقترفه قادة إسرائيل أنهم تصوروا أنها مجرد أنفاق بدائية، وأنهم يمكنهم تدميرها فى أى وقت عندما يشاءون، وتخيلوا أنهم ليسوا فى حاجة إلى خطط معقدة، لأنهم بمجرد العثور على فتحة واحدة لأحد الأنفاق فسوف تقود إلى بقية الشبكة، وأنهم سيحولونها إلى مقبرة لمقاتلى حماس بالإغراق أو بالتفجير! وكانت صدمتهم الكبرى، أنهم اكتشفوا بمجرد أن اشتعلت المواجهة أن الموضوع أخطر كثيراً مما كانوا يظنون، حتى إن جريدة (نيويورك تايمز)، فى تقرير لها الأسبوع الماضى نشرته عدة مواقع عربية، قالت إن هذه الأنفاق أذهلت العسكريين الإسرائيليين والأمريكيين، ليس فقط لطولها الذى يُقَدَّر الآن بأكثر من 700 كم، ولكن أيضاً إلى التعقيدات فى الأعماق، فهى تتجاوز أحياناً أكثر من 30 متراً تمتد وتقاطع ويعلو بعضها بعضاً، وكذلك فى الاتساع الذى يسمح أحياناً بمرور سيارة براكبها. ومن وسائل الراحة التى لم يتخيلها أحد، التى نشرتها الصحف الإسرائيلية، بدت صور حوائط الحمامات مغطاة بالسيراميك الملون!

وقد تبين أيضاً أن هناك مخازن عملاقة، يصعب تصور حجمها حتى الآن، لأنها، بعد مضى أكثر من 100 يوم من القتال، لا تزال تحتوى أسلحة من مدفعية وصواريخ وطائرات مسيرة ومفرقعات. كما وقع جنود إسرائيل فى شراك خداعية بدت لهم على شكل فتحة نفق، ثم إذا بها تنفجر فيهم إذا اقتربوا منها. وتقول استطلاعاتهم الحالية إن هناك نحو 7200 فتحة نفق! كما إنهم يُفاجأون عندما يتوصلون إلى نفق أنه مفرد حتى نهايته، غير متصل بالشبكة، ويعثرون أحياناً على بعض آثار أسراهم، فلا يعرفون إذا ما كانت سقطت سهواً من حماس أم أنها متروكة عمداً للخداع! وإذا كان الإسرائيليون لايكترثون من التحذيرات الخارجية بأن إغراق الأنفاق وقتل من فيها جريمة حرب، فإنهم تأكدوا أن الإغراق غير مجدٍ لأن أثره لن يتعدى ممراً لا يتصل بشبكة الأنفاق الرهيبة التى لا يزالون يحلمون بتدميرها.

أحمد عبدالتواب – بوابة الأهرام
2023 638226466636428784 642 main