ما قدمته رشا عوض من إفادات حول دوائر التمويل “المشبوهة” لا يعد مجرد زلة لسان
ما قدمته رشا عوض من إفادات حول دوائر التمويل “المشبوهة” لا يعد مجرد زلة لسان أو موقف علي شاكلة سقط سهواً، ولا ترى في ذلك حرجاً اصلاً. هذا الخطاب الذي يساق من باب الشفافية يفسر السقف الأخلاقي الذي تتحرك فيه مجموعة الحرية والتغيير، منذ فترة تواجدهم في السلطة، ومد اواصر علاقاتهم مع الأجنبي، في كسب السباق السياسي. هذه المجموعة تتحرك وفق نموذج اخلاقي رديئ “دون سقف” يبرر كل شيء من أجل المكسب السياسي، راجع موقف جعفر حسن حول السفارات، راجع موقف خالد سلك مع البعثة الأممية والسفير البريطاني، وغيرها من المواقف.
يضع هذا الموقف في حقيقته خط فاصل بين مشروعين في الفضاء السياسي السوداني؛ بين مشروع سياسي وطني، وآخر غير ذلك.
وبالتالي في ظل هذا التباين الأخلاقي يصعب تأسيس فعل سياسي “وطني” مشترك أصلاً، ناهيك عن تصور هذه الفئة حول شرعنة جيوب التمويل في الديمقراطية، اذ كيف يمكن تأسيس فعل ديمقراطي أصيل بدعم وتمييز فئة سياسية عن الفاعلين الآخرين.! وكيف يمكن تعريف ما يسمي بالديمقراطية المنحازة والمشوهة Biased democracy ان لم تكن كذلك.
الحرية والتغيير بخطاباتها ومواقفها السياسية المتطرفة نقلت الصراع السياسي من دائرة التباين النسبي حول الاطروحة السياسية والبرامجية لادارة البلاد، الي مستوي تباين جذري إرتبط بالعمالة والتغول علي السيادة وانتهاكات أخلاقية جسيمة فيما هو موقف وطني.
قاسم الظافر