رأي ومقالات

العزيز توم بيريليو المبعوث الأمريكي الخاص للسودان

أنا مكي المغربي كاتب صحفي من السودان، وقد لخصت رؤيتي في مقال (خمس أساطير حول الحرب في السودان) موجود باللغة الانجليزية، والوصول له سهل، ولكن هذا ليس ما دفعني للكتابة لك.

أنا في الحقيقة، في حال عجيب وجميل من الصفاء والطمأنينة لأنتهز هذه الفرصة وأشرح لك بكل حب الدين الحق، الاسلام، وأدعوك إليه، وأسأل الله لك الخير في قبوله، وأن ينشرح صدرك له.

فقط أود أن أشير إلى أن البؤس والحرب في السودان أمور لا صلة لها بالقضايا الدينية بل إن الحل فيها للإسلام فيه دور إيجابي كبير قادم بإذن الله.

من الأساس، وليس السودان فحسب، ما يحدث من حروب في كوكب الأرض في العصر الحديث تعتبر الصراعات العلمانية هي الأشد فتكا فهي التي اشعلت الحرب العالمية الأولى والثانية وهي التي أبادت الناس بالقنابل النووية، وحتى الحرب الباردة وهي حقيقة حرب ساخنة ولكنها بالوكالة، وقد ضربت كل القارات، ولم يكن للاسلام ولا أي دين فيها أي دور، أيضا الصراع في أفريقيا حاليا هو روسي – غربي، ولا صلة له بالدين.

هذا صراع دولي عنيف لاإنساني يجب أن يقرأ في سياقه الحقيقي دون إقحام أي عامل آخر.
ما أود أن أشرحه في الإسلام، أن المنطق العلمي الحديث صار ينقض الالحاد تماما، ويؤكد هذا أن الأغلبية من الشباب من الجيل الجديد في أمريكا وغيرها باتت تؤمن بوجود (قوة عليا) دون الانتماء لدين محدد، الاسلام أو المسيحية أو غيرهما، وهذا يعني أن هذا الجيل في مرحلة بحث وليس تيه أو ضياع، وهو بحث ينطلق من قاعدة الإيمان بوجود خالق، وسيصل جزء كبير منهم في هذا الجيل والذي يليه للإجابة، وأنا أؤكد أنها ستكون الاسلام.
لدي بعد ذلك نقطتين:

الأولى: من بين الأديان التي تثبت وجود قوة عليا وتسميها ربا يتميز الإسلام ومعه اليهودية بأنه يقر بالوحدانية بوضوح مذهل وهي جواب منطقي تماما، فالتثليث وأن كان دعاته (مع احترامنا لأشخاصهم) يتحدثون عن أنه شكل من التوحيد إلا أن شرحه وإثباته أكثر تعقيدا، في حين أن جواب الوحدانية المطلقة مريح ومنطقي وبسيط، وأقرب للعقل الحديث الذي يلزم بأدلة أكثر على تفاصيل أكثر.

ثانيا: في المفاضلة بين اليهودية والاسلام نجد الفرق لصالح الاسلام أيضا، فهو دين مفتوح للدخول للناس كافة وبغير اجراءات معقدة أو تفضيل عرق على آخر.

إذن بهذا التسلسل ذي الخطوتين، الاسلام هو أكثر الأديان منطقية وعقلانية وإنسانية.
هنالك أسئلة واتهامات وشبهات في الغرب حول الشريعة الاسلامية، تثور من الناس حتى بعد اقرارهم بما ذكرت أعلاه، وهذه نقطة أخرى أنا راغب في النقاش حولها، لو أحببت.
ولكنني أرى أن فرصة عملك في دولة يغلب عليها الاسلام مع التسامح مع أقلية من المسيحيين وعدد أقل من الوثنيين، في دولة مثل السودان فرصة لك لتلمس طريق الحق والنور ودراسة الاسلام عن قرب ومعايشة.

توم .. قد أحرزت نجاحات في السياسة في أمريكا، في الدبلوماسية والانتخابات والكونغرس والمجتمع المدني، وتم تعيينك مبعوثا خاصا، ولكن النجاح الأكبر هو الحصول على الأجابة .. أنا هنا في هذا الكون، لماذا؟ وإلى أين أنا ذاهب؟
ولك الشكر والتحية.

مكي المغربي