رأي ومقالات

في ناس دايرين يعيشوا حالة نفسية بتاعت السودان بعد الحرب دي قصة وانتهت

في ناس دايرين يعيشوا حالة نفسية بتاعت السودان بعد الحرب دي قصة وانتهت وخلاص والذي منو!
التصور دا طبعا بيعتمد على موقفك من الحرب دي والعينة دي هم طبعا الناس البعاينو للحرب دي كمأساة ما كتحدي وحتلقاهم هم نفسهم ناس لا للحرب بي طائفتينهم المبدئيين والشايلينها كغطاء سياسي للدعم السريع.
أهم شي تخت في بالك إنو دا إحساس بيخصك أنت يا حبيب وبيخص النفسية المأساوية الأنت عايشها. وأنت فعليا ما فاعل في التاريخ ولا التاريخ حيمشي في اتجاه فعلك لأنك واقف في المكان الخطأ من التاريخ! للتمثيل، أنت عامل زي الكيزان ودوائر دعمهم الاجتماعية في الثورة، الناس مبسوطة وهم زهجانين! وأنا هنا لمن اتكلم عن التاريخ بتكلم عن المصالح المادية المباشرة للأكثرية في رقعة جغرافية معينة. أنت ماشي ضد المصالح دي وعشان كدا ماشي ضد التاريخ!
نحن في معسكر السيادة الوطنية الحرب دي بالنسبة لينا تحدي وتحدي خلاق كمان وبإذن الله حنتجاوزه بي نجاح باهر ونحرر الدولة من الجنجويد كأداة استعمارية. النصر دا حيجي بي طاقة نفسية إيجابية جدا وخلاقة وإرادة بناء عظيمة. ما لأنا انتصرنا على الدعامة لكن لأننا اتجاوزنا مخطط أقليمي ودولي محكم داير يقوض الدولة استثمارا لتناقضتها الداخلية ويبقيها زي ما بيقول الفارس الهمام الحارث إدريس أرض لا أحد Terra Nullios.
نحن في الحرب دي وبعد يكتمل الانتصار حنكون أثبتنا إننا دولة عريقة وشعب عريق لأننا قاومنا المخطط دا. المخطط دا لمن اتعمل للدول الحصل فيها ثورات كلها ما نجحت في مقاومته. قاومنا المخطط دا رغم إنو جانا بي تواطؤ من قائد الجيش وبي النخبة المدنية القادت الثورة وبي ١٢٠ الف مقاتل متمركزين في المراكز الاستراتيجية والأمنية في العاصمة في لحطة الصفر. رغم دا الشعب التف حول الدولة والحركات المسلحة القاتلت ضد الدولة وقفت مع وجودها وبقائها، وحافظنا في وعينا الكلي كشعب ودولة على التعريف الحديث للحرب دي كحرب بين مليشيا ودولة وما أنزلقنا لي تعريف تقليدي واتون حرب ذات طابع إثني. وجيشنا في خلالها طور نفسه حيث أريد تفكيكه وعمل وحدات عمل خاص وحرب مدن ومسيرات ومكافحة إرهاب ولي يوم الليلة فرقه كلها بتخرج مستجدين دا فوق المستنفرين وجحافل المقاومة الشعبية المسلحة. قدنا الحرب دي وفي مجلس قيادة الجيش في ضابط نوباوي وواحد رزيقي ونائب الرئيس الاستبدل التمرد من النيل الأزرق ومن حركة مسلحة قاتلت الدولة، ومؤسستنا العسكرية ألجمت قائدها وأبطلت أباطيله، ولمن الجيش انسحب في مدني البلد كلها بي شعبها قامت بي سلاحها في أيام في مشهد مهيب غير كل الموازين.
باختصار نحن ردينا الصاع صاعين في وجه المخطط دا وعملنا دا لأننا شعب عريق وأمة عريقة ومعاني الدولة بتجري في دمنا من بداية التاريخ ومنذ عهد المؤسس الأكبر بعانخي مرورا بالممالك المسيحية والممالك الإسلامية.
فأولا، بالنسبة لينا الحرب دي خلتنا نتجاوز أكبر مهدد لوجود الدولة بدا من إجازة قانون الدعم السريع في ٢٠١٧، لأننا بنهاية الدعم السريع حنكون استعدنا الدولة بي تعريفها المعجمي باعتبارها جهاز فيو مركز واحد بيحتكر العنف الشرعي. بالتعريف المعجمي للدولة الحديثة يكون عندك مية حركة مسلحة متمردة ولا تراتبيتين عسكرتين مركزيتين. دا شي بدا بي إجازة قانون الدعم السريع، واستغلظ بعد استدعاء البشير للدعم السريع للعاصمة في يناير ٢٠١٩، ثم إلغاء المادة (٥)، ثم الاعتراف به كقوة منفصلة في الوثيقة الدستورية ٢٠١٩ وتعيين حميدتي نائب رئيس مجلس سيادة. بتحرير الخرطوم ان شاء الله وقبل تحرير الجزيرة ودارفور حنكون حرفيا استعدنا الدولة وفق تعريفها المعجمي لأنو الدعم السريع حيكون فقد بالكامل الشرط المادي الخلاو يبقى جيش مركزي موازي.
تانيا، بنهاية الحرب دي بانتصار الدولة، حنكون اتخلصنا من الدعم السريع كدولة داخل دولة لانو الدعم السريع هو الوريث الشرعي للانقاذ كنظام فاسد ومستبد، ورث ووظف مقارها وقنواتها الأمنية وشبكاتها الطفيلية والقبلية، وبنهاية الدعم السريع دا حنكون اتخلصنا من اكبر تشوه عسكري وأمني واقتصادي في الدولة. فيادوب الشارع اترصف للإصلاح الحقيقي.
تالتا، الحرب دي جذرت المعاني الغائبة من الاستقلال كالأمن القومي والسيادة الوطنية وشكلت لينا (باعتبارنا حاليا الفئة الفاعلة في التاريخ) تحدي وجودي خلاق المصريين الجنبنا ديل لقوهو مع استقلالهم في حربهم مع إسرائـ.ـىل. تحدي جانا لي خير عشان يرسخ المعاني دي باعتبارها معاني من غير تجذرها ما بتقوم لي دولة قائمة. تحدي خلى شباب غاضبون يقاتلوا جنبا إلى جنب مع شباب الإسلاميين وهيئة العمليات. لأنو إذا حضر الوطن بطلت الخلافات وفي هيبة جلاله يطيب الجلوس. وبعد الحرب دي الشكلة ترجع في محلها لكن المنتصر الوطن وسيادته وأمنه القومي!
رابعا، الحروب بتجي بي نقائض مسبباتها وبتولد حراكات اجتماعية تقتل مولداتها إذا صادفت فكرا عميقا ونقدا رصينا وفنا خلاقا ودا حيحصل بإذن الله. فمثلا أوربا بعد الحرب العالمية الاطاحنت فيها ولدت المعاني الليبرالية النقيضة لمعاني الحرب وانتهت حروبها الطاحنة بي أعظم كونفيدرالية قارية. الحرب دي بذرت الشرط المادي المحتاج تحرير فكري وثقافي لانطلاق السودان نحو القضايا الغائبة والمغيبة من الاستقلال زي بناء الأمة وصناعة الدستور والخطة التنموية ونظرية الأمن القومي. لأنو الحرب دي كتبت شهادة الوفاة لسودان ما بعد الاستعمار وطبقته السياسية الغيبت المعاني التأسيسية دي في أتون صراعها السلطوي الصفري. ولو المعاني الصحيحة بُذرت، المباني الشاهقة ستتبعها لا محالة!
خامسا، الحرب دي أضعفت القوى التساومية لأي نزاع مسلح ضد الدولة لصالح المقاومة السلمية والسياسية لطبيعتها السلطوية والاستخراجية، لأنو لو عندك حركة مسلحة كان نططت ما حتبدا حرب من الخرطوم بي ١٢٠ ألف مقاتل وبي سند دولي وأقليمي زي سند الدعم السريع وتواطؤ من قائد الجيش وغطاء سياسي من تلاتة أحزاب. دا تجذير للشرط المادي للسلام واستعادة قسرية للسياسة في شأن المواطنة المتساوية والعدالة في توزيع الثروة والسلطة، لأنو حيخلي القضايا دي تحتل المنابر السياسة وأدوات التغيير السلمي ودي أدوات أنجع وأبلغ وأحفظ للأمن والسيادة. ناهيك من إنو الحرب دي لأول مرة في التاريخ تجمع الحركات والجيش في مخاض عسكري واحد.
باختصار السودان دا بالنسبة لي ناس معسكر السيادة الوطنية يادوب بعد الحرب دي حيربط كفاح مع إمكانية الانطلاق بخطى ثابتة للمستقبل. كونه دا يحصل ولا لأ فدا مرتبط بي إنو هل الفكر والثقافة والفن حييستثمروا في الشرط المادي دا ولا لأ؟! إما نفسياتك دي فمرتبطة بيك أنت وحالة لا للحرب النفسية حقتك دي!
أرادوا لحرب إبريل أن تكون قاضية للدولة السودانية وجاؤوا لذلك بخيلهم ورجلهم فردت عراقة هذه الدولة وعراقة هذا الشعب كيدهم في نحرهم، وكيف لا؟! فبعانخي طاف بينا وبي سرو باح لينا: بريدو: سوداني!
السيادة والبقاء والرفعة للدولة السودانية
النصر والمجد للقوات المسلحة السودانية

عمرو صالح يس