رأي ومقالات

محمد عبدالقادر: (العطا لمن عصى) .. نجومية متصاعدة

لم يخيب الفريق اول ياسر العطا عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام للجيش ، ظننا فى انه وطني من طراز فريد، و( عسكري قاطع) و(فارس حوبة) وبطل ( دواس) وميدان لايشق له غبار.

نعم وهو كذلك ابن بلد اصيل، وسياسى محنك وصاحب تقديرات متميزة وان كان عسكريا، وهو سوداني صميم… وقد ظل شعلة موارة بالبطولات والانتصارات يعلو ضوؤها فوق الانتماءات لينير فضاء البلد بقيم وطنية سمحة.

كان العطا ومازال ترسانة عصية على التجاوز وهو يقف مثل الطود الشامخ فى وجه المتمردين واذيالهم ومعاونيهم فى الداخل، وكفلائهم بالخارج .

فى زمن عز فيه القادة النجباء ، ونفد رصيد القاموس السياسي من مفردات الوعي والبطولة تشرق تصريحات ياسر العطا مع شمس كل يوم لتطمئن السودانيين بان رحم البلد ولود، وان بذرة الفراسة التى غرسها الاجداد فى ارض السنابل والكبرياء مازالت تطرح ريعها من الرجال الغر الفوارس اصحاب الشجاعة والجسارة والانتماء المطلق للسودان وشعبه.

مازلت اراهن على (ياسر)، الذى كانت تثور حوله الاراء وتصطرع بشانه الاقوال قبل الحرب، ما بين قادح ومادح،لكني كنت على قناعة راسخة بان الفريق ياسر العطا وطني من طينة الافذاذ، تشرب حب ( الكاكي) من ولعه بعشق التراب الذى يسري فى عروقه، ويجري فى دمائه.
يستند ياسر الى وعي سياسي يتجاوز الايدلوجيا ويرتكز على ثقافة وشمول معرفة وصلات تتجاوز الانتماءات، وتحفل بكل ما هو سوداني ووطني ، ولاؤه لله والجيش والبلد.

اظهر ياسر العطا فى هذه الحرب، مهارة فائقة فى ادارة المعركة دللت على كفاءته العسكرية، وعرج على الخطاب السياسي فاكد على وعيه،وقدرته على التعامل مع مستجدات الواقع بما يلزم من خطاب، فاستحق الاشادة والتقدير ، وهو يفتح ملف الامارات ويتهمها صراحة باشعال الفتنة فى السودان ودعم الجنجويد، نجح العطا فى انتاج خطاب يمهد لهندسة الواقع السياسي بعد الحرب وهو يوصد الباب امام اية طموحات للقوى السياسية المتحالفة مع التمرد بالعودة الى الحكم مرة اخرى ، ويتحدث باسم ملايين السودانيين بان لاسبيل الى السلطة فى المستقبل الا عبر الانتخابات.

كل هذا علاوة على انجازه العسكري التاريخي وهو يذيق، الجنجويد من حمم نيرانه ما كان كاقيا لحرقهم واستئصال شافتهم حيث مازال ياسر يواصل تقدمه على الارض وفى قلوب السودانيين بشجاعة بائنة وفراسة راسخة وقدرة فائقة على تقديم الخطاب المناسب فى الوقت المناسب.

ياسر العطا يستحق نجومية هذه المرحلة لانه بات ناطقا رسميا باسم الشعب السوداني، بالامس وفى جولته التى شملت الفاو وسنار قال ان الجيش ينفذ تعليمات الشعب وهو يقرر ان ( الحل فى البل).. هذا يعني ان بضاعة الدعامة والقحاتة الذين طالما صدعونا بالشعارات الداعية ( للبل) قد ردت اليهم..وسبحان مغير الاحوال.

فى تقديري ان خطاب العطا بالامس يمثل بداية الانطلاق لتحرير الجزيرة وكنس المتبقي من الجنجويد بعد ان انجز واحسن ادارة المعركة الفاصلة فى ام درمان..

ظللنا نؤكد مرارا وتكرارا ان ( العطا لمن عصى)، الرجل يستحق الاشادة والثناء على جزيل صنيعه وحسن ادارته للمعركة، وقدرته الفائقة على استيعاب ما يطلبه الشعب السوداني حتى بات ناطقا امينا باسمه ومعبرا مخلصا عن امنياته وتطلعاته فى وطن خال من الجنجويد…
برافو ياسر العطا…..

محمد عبدالقادر
الكرامة