🔴 حميدتي أصبح يدير حربه من الخارج. من الفنادق، مثل عبدالواحد محمد نور!
حميدتي أصبح يدير حربه من الخارج. من الفنادق، مثل عبدالواحد محمد نور!
ويبدو أن مليشيا الدعم السريع قد أصبحت بلا قيادة مركزية في الداخل وفي العاصمة الخرطوم بالذات. ومن المؤكد أن غياب القائد وبقاءه في الخارج سيكون له تأثير معنوي وواقعي على ما تبقى من القيادات العليا للمليشيا وأيضا على الجنود. آلة الجيش مستمرة في طحن الجنجويد جوا وبرا؛ يوميا تقريبا العشرات من القتلى والأسرى في معركة خاسرة وبلا أي أمل في الانتصار.
في المقابل يقف الجيش مثل الجبل شامخا بكامل هياكله قويا متماسكا يتنقل قادته بكل عزة وفخر بين المدن والمعسكرات والجنود والمواطنين وحثيما حلوا يتلقاهم العساكر والمواطنين بالتكبير والهتاف والمعنويات.
الجيش أصبح أكثر قوة وحيوية من ذي قبل، والمليشيا تلاشت. وقادتها أصبحوا هاربين في المنافي مثلهم مثل حلفائهم القحاتة. ولا يبدو أن حميدتي سيعود إلى الميدان مرة أخرى. لا في الخرطوم ولا في دارفور ولا أي مكان. إن مجرد هروب حميدتي وشقيقه من العاصمة وعدم عودتهما إليها يكفي كدليل على الهزيمة.
دعك من المرتزقة، فهؤلاء لا أهل لهم؛ لماذا يصر عيال دقلو على تقديم أبناء عرب دارفور كلقمة سهلة لطاحونة الجيش التي لا ترحم؟ ولماذا يستمر عرب دارفور في تقديم أولادهم لهذا الطحن المجاني؟
معركة الخرطوم انتهت بفشل الانقلاب، وانتهت ببقاء الجيش وتبدد المليشيا، وانتهت بهروب حميدتي وهروب شقيقه قبله، وانتهت بتحرير أم درمان، وانتهت بالطحن اليومي المتواصل لبقايا الجنجويد المغفلين في بحري والجيلي والكدرو دون أي أمل في النصر أو حتى النجاة، وانتهت بجحافل الجيش التي تستعد للانقضاض على الجنجويد في الجزيرة والخرطوم ومن ثم الزحف باتجاه الغرب. وفي الحقيقة المعركة انتهت منذ فشل المليشيا في تدمير قوة الجيش في اللحظات الأولى للحرب. فما الذي يمكن أن تحققه مليشيا مهزومة خسرت معركتها الأساسية وخسرت معها قوتها؟
حليم عباس