الانصرافي .. يتصدر البث المباشر في السودان
الانصرافي – يتصدر البث المباشر في السودان
مقال من وجهة نظر تقنية
تصدرت فيديوهات “الانصرافي” عبر خاصية البث المباشر أرقام المشاهدات بين المستخدمين السودانيين في الآونة الأخيرة على منصة الفيس بوك، حيث بلغت متوسط عدد المشاهدت 130 ألف خلال الفترة بين (أبريل – يونيو 2023) فيما انخفضت الأرقام إلى 30 ألف مستخدم خلال شهر أغسطس 2023. ويصل إجمالي متوسط عدد المشاهدات إلى 200 ألف شخص بعد البث بأيام خلال شهر مارس 2024.
حقق “الانصرافي” تأثير واسع و انتشار كبير بين المستخدمين السودانيين وأصبحت مقاطعه حديث المجتمع في أوقات كثيرة منذ بداية الحرب إلى الآن رصدتها شخصياً في كثير من منشورات #مواقع_التواصل_الاجتماعي وتطبيق #الواتس_اب ، وظل محتوى “الانصرافي” رائج على موقع الفيس بوك بين السودانيين عبر #الهاشتاجات والكلمات المفتاحية مثل #الانصرافي و (الانصرافي مباشر اليوم) و(الانصرافي لايف اليوم).
وتعتبر فيديوهات البث المباشر من أقوى أدوات الفيس بوك للوصول لاكبر فئة من الجمهور. و تدعم #خوازمية الفيس بوك مقاطع البث المباشر بصورة كبيرة مقارنة بانواع المحتوى الاخرى. ويسيطر المحتوى الترفيهي على الاهتمام الأكبر بين المستخدمين مقارنة بالمحتوى السياسي أو الرياضي وذلك إعتماداً على دراسة الباحثة دكتور سحر محمد غريب عن أثر استخدام خدمة البث المباشر (دارسة تحليلية صدرت في ابريل 2022).
لم يقتصر الإنتشار علي منصة الفيس بوك، بل تعداه لمنصات أخرى حيث يملك “الانصرافي” قناة على #اليوتيوب بها أكثر من 75 ألف مشترك وتخطت عدد مشاهداتها 15 مليون مشاهدة، ويتراوح متوسط عدد مشاهدات المقاطع المرئية المباشرة على قناته لحوالي 25 ألف لكل فيديو.
وعلى صعيد محرك #جوجل حصل “الانصرافي” في الثلاثة أشهر الاخيرة على ذروة تفاعله في الايام التاليه (20 ديسمبر 2023) و (7 يناير 2024) و (7 مارس 2024) وجاءت ولاية كسلا ونهر النيل ضمن أعلي الولايات اهتماماً، ربما يعود ذلك لانقطاع الانترنت في ولاية الخرطوم. وجرى ذلك عبر الكلمات المفتاحية مثل (الانصرافي اليوم الاحد) (الانصرافي اليوم الثلاثاء) وغيرها. وقد تحصلت على هذه البيانات عبر خاصية Google trends التي تسمح بمعرفة انتشار وتفاعل الكلمات المفتاحية في كل دولة.
تتميز تجربة فيديوهات “الانصرافي” كونها فريدة والأولى من نوعها على مستوى السودان من حيث ان الشخصية مجهولة للكثيرين وتنشر فيديوهات صوتية من غير وجهه، من خلال متابعتي لم تكن هنالك تجربة شبيه لأشخاص كبروفايل شخصي ولكن كانت هنالك تجارب لصفحات قادت حراك وكان لها تأثير كبير ولم يعرف من خلفها مثل صفحة (يوميات البشير) والتي كان لها دور رائد ابان هبة سبتمبر 2013.
يمكننا إن نقارن تجربة “الانصرافي” بتجربة “عثمان ذو النون” كصاحب تجربة رائدة في البث المباشر خلال فترة #ثورة_ديسمبر بداية من المواكب الثورية إلى فترة اعتصام القيادة (ديسمبر 2018- يونيو 2019) حيث تصدر عثمان ذو النون قائمة أكثر الحسابات الشخصية متابعة في السودان بعدد 197 ألف متابع في مارس 2019، كما حظيت لقاءاته المباشرة عبر البث المباشر على مشاهدة عالية وصل بعضها الى 10 ألف مشاهد اثناء البث.
لماذا نجح الانصرافي في تصدر المشهد الرقمي خلال الاحداث الحالية؟
أولاً: البث الصوتي
ساهم #البث_الصوتي من ان تتسع دائرة متابعيه من خلال الاستماع للفيديوهات من خلال السماعات فقط وانجاز مهام اخرى أقلها مواصله تصفح مواقع التواصل الاجتماعي خلال البث، عكس فيديوهات البث المباشر الاخرى والتى قد تحتاج فيها لمشاهدة الفيديو ومتابعه تفاعلات صاحب البث.
ثانياً: الأسلوب وطريقة الحديث
يلجأ “الانصرافي” كثيراً إلى أسلوب السخرية في التعليق على الاخبار والاحداث الجارية في معظم محتوى فيديوهاته، لذلك يشعر المتابع العادي بان طريقة حديث “الانصرافي” هي شبيه بالونسه العاديه التي قد تكون في أي جلسة سودانية وليس خطاب سياسي أو تحليل اخباري، وربما لم يكن سيتحدث بنفس الاريجية لو كان الفيديو مرئي.
ثالثاً: موسم مثالي للنشر
بطبيعة الحال أبان الاحداث الكبرى مثل الثورات والانقلابات والحروب يزيد اهتمام الناس بمواقع التواصل للاستماع للرؤى ومعرفة الاحداث أول بأول، لذا بكل تأكيد تعتبر فترة الحرب وقت مثاالي للنمو المطرد لمتابعي الانصرافي وكل اصحاب البث المباشر.
رغم حرص فريق عمل الفيس على اتساق المحتوى المرئي المنشور مع سياسة #اخلاقيات المحتوى المرئي للموقع إلا ان المحتوى العربي لا يجد اهتمام كافي مقارنة بمحتوى اللغة الانجليزية، حيث يمنع الفيس بوك: بث المعلومات الكاذبة، التحريض على العنف وغيرها من نشر اخبار تضليلة وهي أخطاء وقع فيها “الانصرافي” كثيراً.
ختاماً: بلا شك ساهمت فيديوهات البث المباشر في السودان في اثراء الوعي السياسي خلال السنوات الماضية وخلقت حوارات بناءة . وان اختلفنا في جودة محتوى هذه الفيديوهات لكنها تظل واحدة من أقوى الأدوات للوصول للجمهور السوداني لخلق وعي سياسي أو توصيل رسائل مباشرة و غير مباشرة حول الاحداث الجارية.
بقلم وائل مبارك – متخصص في النشر الرقمي