معتصم أقرع: فشوش الدعوة لوحدة القوي المدنية
حقيقة أنا لا أفهم منطق الدعوة إلى وحدة جميع القوى المدنية والديمقراطية من قبل قادة “تقدم” والمتحدثين باسمها.
أفهم أن الوحدة الحقيقية التي تحترم جميع المشاركين تبدأ بدعوة كل المجموعات المستهدفة إلى حوار يؤدي إلى تشكيل هيئة أو جسم بعد موافقة جميع الأطراف على أهدافه ورسالته وولايته وتكوينه التنظيمي.
ولكن هذا ليس ما حدث عند ولادة “تقدم”. ما حدث هو أن الجماعة أعلنت ميلادها ، وقبل أن تعقد مؤتمرها التأسيسي، توصلت إلى اتفاق مع الجنجويد، واجتمع قادتها مع حكومات ورؤساء وممثلين إفريقيين وعرب وغربيين وأطلعوهم على روايتها عن الحرب السودانية وهي رواية تهدف بالضرورة لدفع هذه الحكومات إلى تبني وجهة نظر محددة واتخاذ موقف معين فيما يتعلق بالحرب السودانية.
إن حقيقة اتفاق “تقدم” مع الجنجويد ونقل وجهات نظرها الأساسية إلى الحكومات الإقليمية والغربية قبل أن تعقد مؤتمرها التأسيسي تظهر أن دعوتها لوحدة القوى الديمقراطية المدنية كاذبة ومبتذلة ومثيرة للشفقة ، أو في أفضل السيناريوهات، طفولية وساذجة للغاية. وهذه السذاجة مكلفة لما تبقي من الأمة السودانية.
إن الوحدة الحقيقية تبدأ بدعوة كافة المجموعات المستهدفة إلى التداول والإتفاق قبل اتخاذ أي موقف دع عنك توصيله لحكومات الغرب والإقليم والجنجويد.
لكن اتخاذ مواقف جوهرية، حتى قبل المؤتمر التأسيسي، ومن ثم الدعوة إلى “الوحدة” هو في الواقع دعوة للآخرين للانضمام إلى مشروع سياسي محدد سلفا، وهو ما لا ينبغي لأي شخص أو مجموعة تحترم نفسها أن تقبل به لتنضم تمومة جرتق ومحلل لمشروع لم تشارك في صياغة رؤيته وتاسيس هيكله.
معتصم أقرع