رأي ومقالات

من صاحب القرار؟


بالغت الإدارة الأمريكية بدعم إسرائيل فى قتل الشعب الفلسطينى، وكان موقف الرئيس بايدن فى تقديم كل ألوان المساعدة للجيش الإسرائيلى موقفا تجاوز كل رؤساء امريكا السابقين .. ولهذا فإن موقف أمريكا من قرار مجلس الأمن بوقف العدوان على غزة مثار خلاف بين عصابة تل ابيب ، حتى أن نيتانياهو قرر عدم سفر الوفد الإسرائيلى لمناقشة خطة الهجوم المنتظر على رفح ..

وهناك أكثر من احتمال بين أمريكا وإسرائيل حول الهجوم على رفح : أولهما أن نيتانياهو قرر أن يخوض معركة رفح بعيدا عن إشراك أمريكا فى القرار لأنه يتصور أن ذلك سوف يخلق منه بطلا قوميا ، الاحتمال الثانى أن أمريكا شعرت بحجم خسائرها فى تأييد إسرائيل فى دمار غزة وأثر ذلك على مستوى الداخل فى أمريكا ، وعلى مستوى الرفض الدولى لهذه المذابح .. إن العلاقات بين أمريكا وإسرائيل تمر الآن بمرحلة حرجة أقرب إلى تبادل المواقف بين المعلم الكبير وصبيه الذى اعلن تمرده ، وربما تصورت إسرائيل انها اقتربت من تحقيق حلمها فى أن ترث الدور الأمريكى ،

وربما ساعد على ذلك أن إسرائيل قد رتبت اوراقها على موقف عربى يمهد للتطبيع حتى لو كان الثمن التخلى عن القضية الفلسطينية لأن إسرائيل هى البديل.. على جانب آخر فإن إسرائيل حتى لو دفعت الثمن عالميا فإنها يمكن أن تكون الابن الوريث للمعلم الكبير، وأن أمامها فرصة أن تلعب وحدها خاصة إذا نجحت فى إقناع العرب انها ستكون أفضل من أمريكا فى إدارة شئونهم حتى لو تأخر ذلك بعض الوقت .. إن ما حدث اخيرا وحالة الغضب التى شهدتها العلاقات بين إسرائيل وأمريكا خلاف على الأدوار حين يثور الصبى على معلمه صاحب الدكان ويتصور أنه المعلم الاكبر..

فاروق جويدة – بوابة الأهرام
2023 638226453866349655 634 main