رأي ومقالات

(جنجويد قحاطة).. من يخلصنا من السرطان يابرهان؟!!

القى الفريق اول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة عضو مجلس السيادة امس الاول حجرا فى بركة ساكنة واسنة، واستطاع تحريك الجدل المتطاول حول اكبر اخطاء قادة الكابيتة العسكرية جميعا فى اعقاب القرارات التصحيحية التى تم اتخاذها فى الخامس والعشرين من اكتوبر وانهت الشراكة بين العسكريين والناشطين المدنيين سارقي ( ثورة الشعب)..

لدى قناعة راسخة بانا ما كنا سنصل الى هذه الحرب لو استمر البرهان ضاغطا على (ابنص التصحيح) ومضى دون تردد فى تنظيف البلاد من شيطان الحرية والتغيير واستاصل شافته خاصة داخل هياكل ومفاصل الدولة.

استمرار وجود القحاتة كان سببا مباشرا فى منحهم حق العودة عبر بوابة الاتفاق الاطاري وجعلهم يهرولون نحو المليشيا الاثمة ابتغاءا لدخول المشهد من جديد حتى (حدث ما حدث).
لايمكن ان تستهدف كيانا سياسيا بمثل ما صدر من قرارات تصحيحية دون ان يكون لديك العزم فى الاستمرار لاجتثاثه حتى النهاية.

من اكبر اخطاء قيادات الكابينة العسكرية واولهم بالطبع الفريق اول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة انه لم يجتهد كثيرا فى (كنس القحاتة) وانهاء اثارهم وتاثيرهم على الدولة، بل تركهم يسرحون ويمرحون ويهاجمونه شخصيا بل ويهددونه من تلفزيون الدولة الرسمي..
امس الاول وضع الفريق ياسر العطا ( الملح على الجراح) واحسن القول حينما ادخل اصبعه فى عين الاخطاء الكبيرة وهو يتحدث عن(وجود جنجويد وقحاتة) يعرقلون دولاب الدولة فى البنك المركزي، وديوان النائب العام ووزارة الاعلام وعدد من المواقع الاخرى..

اصاب العطا الذى يتحمل مع رفقائه الاخرين وزر التصالح مع الجنجويد والقحاطة فى الفترة التى كانوا يرتبون فيها للانقضاص على السلطة ، رغم تحذيراتنا المستمرة من التصالح مع وجودهم والتقرب اليهم ومحاولات اعادتهم من جديد ..

مازلنا نحتاج لمن يجفف الجهاز التنفيذي من وجود (القحاتة والجنجويد) الذين سكنوا مفاصل العمل التنفيذي فى ايام التمكين القحتاوي ، نعم لم ينتبه البرهان والذين معه الى(الفلول الجدد) ، تركهم يسرحون ويمرحون فى الوزارات حتى جاءت (الطامة الكبري)، وانكشف المستور وهاهم يتحولون الان ويصطفون مع الجنجويد الذين قتلوا الشعب السودانى ونهبوه وسرقوه واخرجوه من بيوته واغتصبوا حرائره..

هاهو الاداء التنفيذي (صفر كبير) والتامر على اشده ،لولا يقظة الجيش والقوى المساندة واصطفاف الشعب فى محراب المقاومة ردا لظلم وعدوان وجرائم المليشيا المتمردة.
مازال المتعاونون مع الجنجويد طلقاء رغم التوجيهات المستمرة بملاحقتهم فى الداخل والخارج، يحجون بعمالتهم الى العواصم الافريقية المتواطئة من (ميناء بورتسودان) معقل الحكومة وعاصمتها الادارية.

الدولة كذلك عاجزة حتى الان عن توظيف انتهاكات الدعم السريع فى المستشفيات ومراكز الخدمات والاعيان المدنية ومكبلة فى حراكها لتوضيح ما حاق بشعبنا من تقتيل وتنزيح وقتل واغتصابات ونهب وجرائم لم يشهدها التاريخ فى حروبه القديمة ولا الحديثة، و كذلك الحال مازلننا نتساءل شعب وقادة عن من يكبل العمل ويظهر حكومتنا بكل هذه ( المسكنة)….

لانريد ان نغرق فى التلاوم والمعركة على اشدها والنصر على مرمى حجر، ونقول للعطا وقادتنا ( نحنا زمان شن قلنا)، المطلوب الان تصفير العداد وبداية العمل الجاد لتخليص بلادنا من شرور العملاء الجنجويد والقحاتة،وان لا يكون حديث العطا مزادا للاستعراض السياسي،المطلوب تحويله الى برنامج عمل ينظف دولاب الدولة وفقا لقرارات تنفيذية تعيد للسلطة هيبتها وللشعب حقه المسلوب، وتنهي ما تلقى من جيوب ( للجنجويد قحاطة).. ولا نامت اعين الجبناء..

محمد عبد القادر