وللاعلام السوداني ايضا جنرالاته ومقاتليه.. !
# قلت له: اذا كان للجيش السوداني جنرالات على قدر عال من الكفاءة المهنية والخبرات التراكمية الثرة التي كان لها اثرا ايجابيا في ايجاد المعادلة المستحيلة في حرب ابريل، فان جميع القطاعات، كانت ومازالت جيشا مقاتلا بدفائية تستحق ان يُعزف لها السلام الرفيع.. والسلام الجمهوري وان تُؤدى لاجلها التحية العسكرية ودق الكعوب، كان الاعلام السوداني بجميع قطاعاته على سبيل المثال، فصيلا محترما في مواجهة اعلام موازٍ مدفوع الكلفة، لذلك لابد ان نحيي صمود جيشنا الاسمر الذي ملأ الفضائيات ودلق الكثير من الكلام الباهر من اجل ان يبقى السودان وان تبقى مؤسستنا العسكرية الفتية.. حيث للانصرافي الذي ملأ الدنيا وشغل الناس جيشه، وعلى ذات الخندق (تمترس) غسان القداني وبسيوني كامل، مثلما شهدت الفضائيات انطلاقات السوخوي خالد الاعيسر والمدرعة (مزمل ابوالقاسم).. لم يكن اعلامنا الا دانة ومسّيرة وقنابل عنقودية في قلوب الخونة اللئام.. ولكن.. !
# على أيام النظام السابق، دعت إدارة الإعلام بجهاز الأمن والمخابرات الوطني– حينها- قادة الصحف من رؤساء التحرير والمديرين وكتاب الرأي، على مائدة إفطار رمضاني، وهي دعوة راتبة درجت عليها هذه الإدارة التي كانت تصفع الإعلاميين على خدهم الأيمن ثم تربت على الخد الأيسر بفعل يشبه الاعتذار.
عقب ذلك الإفطار أقيم ركن نقاش قصير دار فيه الحديث عن “حال البلد” ومستقبلها الموحش، وانتهز أحد الصحفيين الكبار الفرصة وأراد أن يشكر إدارة الإعلام بالجهاز على الدعوة التي تنم عن تقدير كبير لقادة الرأي في البلد، ثم قال بايجاز: “ناس كتار مفتكرين العمل في الصحافة ده حاجة ساهلة وكتابة العمود دي زي شراب الموية.. لكن علي الإيمان لو أديتونا البلد دي شهر واحد نديرها ليكم زي ما قال الكتاب.. ونمشيها زي الساعة.. يا أخوانا البلد دي فيها وزراء، خليكم من كتابة العمود، لكن الواحد لو كتب ليك (درافت) بتاع خطاب تخجل من صياغتو وعربيهو المجهجه بالأخطاء وتستغرب ده بقوهو وزير كيف”.. انتهى الاستاذ الجليل من حديثه المتحدي.. وضج الحاضرون بالضحك.. وهاهي الايام تثبت للاستاذ الكبير ان “الصحفيين بيعرفو في كل حاجة” واهم هذه الحاجات هي جمع المعلومات والقدرة على تحليلها والمتابعة اللصيقة لسير المعارك واللعب الضاغط مع جنرالات الجيش ونقل نبض المواطن دون أدنى التفاتة لمن يقول.. “دعو الخبز لى خبازو”.. هذا لا يجوز ايها السادة لان مسرح الاحداث لا يؤمن بالفراغ الذي تركه اعلام الدولة.. وقد لا يعرف الكثيرون.. واغلبهم ينطلقون من مواجد شخصية في هجومهم على الاعلام السوداني والصحافة تحديدا، ان الدولة، لا تملك من هذا الفضاء المفتوح غير سونا والتلفزيون القومي والاذاعة القومية..
هذه مؤسسات تضج بأفندية الاعلام من اولئك الذين يتخذون من هذه المنابر وظيفة ديوانية.. يقضون سحابة يومهم فيها ما بين المرتب جا.. البديل النقدي ما نزل.. وبدل الوجبة الشوية.. لذلك سيظلون طويلا بلا نفع ابداعي.. وبلا رسالة اعلامية واضحة وخلاقة يمكن ان تتسلل الى الناس لتحدث اثرا فيهم…
# اعود واقول بان المؤسسات الاعلامية في السودان.. صحف واذاعات وقنوات تلفزيونية.. كلها قامت بجهد خالص للقطاع الخاص.. خاصة الناجحة منها.. اي بمعنى انها ملكية خاصة بالافراد.. فبدلا من مهاجمتها واحترام اجتهاداتها يجب دعم ايجابياتها والعمل على معالجة سلبياتها.. وليت الشعب السوداني يتعلم كيف يقول لمن يحسن، احسنت في زمن الاستقطاب الحاد والغناء ل(الاخضر البتحرن).
ايمن كبوش