كانت هذه العملية (..) علامة فاصلة في حرب الخامس عشر من أبريل في السودان
فجر الخامس عشر من أبريل حينما كانت تهجم قوات الدعم السريع على منزل القائد العام للجيش ويستبسل الحرس الرئاسي في صد الهجوم لدرجة جعلت البرهان نفسه يستخدم قناصته لصد الهجوم حيئذان لم يقتصر هجوم الدعم السريع مقصوراً على بيت الضيافة والقيادة حيث هاجمت قوات حميدتي في لحظة واحدة معظم مطارات السودان في مروي كان ضابط برتبة عميد ويعمل قائد ثاني للفرقة ١٩مروي يسقط مغدورا برصاص الدعم السريع وهو الذي كان ينشط في قيادة وساطة بين قيادة الفرقة وقوات الدعم السريع التي تحاصر مطار مروي حيث أطلق عليه النار من الخلف بعد مغادرته اجتماع للدعم السريع بمحيط مطار مروي
ثم امتدّت النيران لكل المطار وتدميره وتدمير كل الطيارات الموجوده به ، ولأن المطارات بحسب حمدان تمثل علامة فارقة في معركةالاستيلاء على السطلة حيث خرج مزهوا في الفضائيات قائلا انه سيطر على كل المطارات بالسودان وان الطيران لا يستطيع ان يقلع من اي مطار في السودان بعد سيطرتهم على مطار مروي والأبيض والشهيد صبير بالجنينة ومطار نيالا بينما كان المطار الحربي بالخرطوم تحت كثافة نيران الدعم السريع ولم يسلم من ذلك حتى مطار الخرطوم الدولي
وقبلها احتلت قاعدة النجومي الجوية بجبل أولياء
بعد السيطرة على عدد من المطارات ظن حميدتي ان ساعة النصر حانت وان العنصر الفعال (الطيران) لن يكون فعالا بعد اليوم
لكن في قاعدة وادي سيدنا الجوية بأمدرمان كان قائد القاعدة اللواء طلال علي الريح يجتمع مع ضباط الجوية للتدخل الحاسم عبر طياره واحدة فقط لم تكون موهلة بالشكل المطلوب وهي ذات الطائرة التي تحدث عنها حميدتي في مقابلة مع قناة الجزيرة مباشر قائلا إنها تعرضت لنيرانهم ولا يدري انها سقطت ام لا ولكنها لن تهبط في مطار بالسودان
حيث جمع اللواء طلال علي الريح جنوده وأبلغهم انه من يقود الطائرة بنفسه وقتها كادت نيران الدعم تلتهم قاعدة وادي سيدنا الجوية بعد اشتباكات عنيفة بمقر الفرقة التاسعة المحمولة جوا قدم فيها الشهيد عثمان مكاوي ورفاقه تضحيات فاقت حد الخيآل وتمكنوا من صد الهجوم وطرد الدعم السريع من مقر التاسعة المحمولة جوا
حينما سألت اللواء طلال علي الريح عن واقعه قيادته للطائرة بنفسه قال لي نعم قدتها بنفسي حتى احتمل المسئولية كاملة أمام الشعب السوداني وامام ضباطي وحتى لا يتحمل أي ضباط مسوولية فشل المهمة لأن الطائرة واحدة فقط وليس بحالة جيدة واشار لي انه قام بتسديد أول الضربات إلى برج القيادة السيطرة بالخرطوم ثم بقية معسكرات القوات المحلولة
فكانت هذه العملية علامة فاصلة في حرب الخامس عشر من أبريل
عبدالرؤوف طه علي