فى العلاقات بين الدول: لا داعي للعنتريات، فالمناورة جزء من الدبلوماسية
الأصوات الداعية إلى قطع العلاقات مع بعض الدول العربية أو الافريقية أو الغربية ، لا يمكن القول بأنها ذات نية حسنة ، بل بعضها صادر عن قصد و هو جزء من مخطط خلق عزلة للدولة السودانية ، لإن قطع العلاقة الدبلوماسية يعني الدخول فى عداء بلا حدود ، فهل نحن بحاجة لذلك ؟
ما زال السودان يتلمس طريقه إلى فك العزلة الدولية وآثار الحصار ، ونحن على ابواب مرحلة إعمار تتطلب مزيدا من الإسناد الدولي وليس العداء ، ومواقف كثير من الدول يمكن التغلب عليها بالحوار وتتعدد المداخل وقوة الدولة فى الداخل وإنقطاع الأمل فى أى مشروعات أخري غير مشروع وطني مجمع عليه ، لا تستطيع أى دولة فرض ارادتها علينا أو اجندتها ما لم تكن صفوفنا مختلفة ومتقاطعة ، هنا يستثمر الآخر فى بيئة صالحة ، ولذلك أول قطع العشم وحدة وتماسك الصف الوطني..
ليس من المصلحة الذهاب بعيدا فى العلاقات بين الدول، هناك قضايا معلقة:
– ما زال التعامل المصرفي ممكنا مع بنوك محدودة ، و فى ظل محاذير كثير من دول العالم لظروف المقاطعة الامريكية وعدم اكتمال حلقة رفع الحصار.
– هناك عدد كبير من السودانيين فى الدول العربية، وإنهاء العلاقة سيرفع الغطاء مما يوفر سبب موضوعي لفقدان وظائفهم .
– العداء المكشوف يمنح الآخرين مساحة تحرك بجرأة أكثر والضغط على رصفائه بإتخاذ مواقف مؤذية للسودان..
وعليه من الأفضل ترك الحماس والمواقف القطعية ، وليكن دورنا بالتنوير والوعى بالمخاطر.. وللآخرين حسابات كثيرة قبل أى خطوة متهورة ، فلا تقطعوا شعرة معاوية..
د.ابراهيم الصديق على
20 ابريل 2024م