رأي ومقالات

25 مايو 1969 ضمت الحكومة الجديدة (21) وزيراً برئاسة جعفر نميري رئيس مجلس قيادة الثورة ووزير الدفاع

فى مثل هذا اليوم من العام 1969 بثت إذاعة أم درمان موسيقى عسكرية ومارشات اعلانا عن انقلاب عسكري ، لا أكثر تفاصيل ما جرى فى ذلك اليوم ، سوى اننى خلال 26 عاما لاحقة عشنا تحت تاثير ذلك الحدث وعايشنا تقلباته وشاركنا فى نهايته فى العام 1985م..
فى ذلك اليوم اعلن العقيد أركان حرب جعفر محمد النميري عن استيلاء القوات المسلحة السودانية على السلطة في البلاد، و تكوين مجلسين هما:
مجلس قيادة الثورة برئاسته .
مجلس الوزراء برئاسة بابكر عوض الله رئيس القضاء السابق .
مثل المجلسان سوياُ السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية. شمل مجلس قيادة الثورة تسعة ضباط كلهم تقريباً من رتبة رائد وضمت الحكومة الجديدة (21) وزيراً برئاسة جعفر نميري رئيس مجلس قيادة الثورة ووزير الدفاع. وكانت حكومةَ تكنوقراط فعليةً يحملُ أعضاؤها درجاتٍ علميةً كبيرةً ومؤهلاتٍ عُلْياَ من بينهم:
الدكتور موريس سدرة وزارة الصحة.
الدكتور محمد عبد الله نور (عميد كلية الزراعة بجامعة الخرطوم آنذاك)، وزيراً للزراعة والغابات.
الأستاذ محجوب عثمان (نائب رئيس تحرير جريدة الأيام حينذاك) وزيراً للإرشاد القومي.
المحامي أمين الطاهر الشبلي وزيراً للعدل.
المحامي فاروق أبو عيسى (نقيب اتحاد المحامين العرب السابق) وزيراً لشؤون الرئاسة.
وضمت فيما بعد الدكتور منصور خالد وزيراً للشباب.
كما ضمت الحكومة اثنين من المثقفين الجنوبيين هما الدكتور جوزيف قرنق، برلماني ورجل قانون، وعيّن وزيراً للتموين، والقاضي أبيل الير وأصبح وزيراً للإسكان.
وخلال 26 عاما ، تقلبت مايو من يسارية التوجه إلى قومية عربية إلى اشتراكية إلى النهج الاسلامي كما سماه النميرى ، حارب النميرى وتحالف وناور ، ومع ذلك ظل وطنيا ونزيها ، اغلب قراراته كان نتيجة بيئة محيطة من مستشارين وخبراء أو نتيجة تحولات اقليمية ودولية (ايام الحرب الباردة) ، ولم تكن ذلك منطلقات مذهبية سواء فى مرحلة ما من تاريخ مايو أو لنقل من 1969م وحتى 1971م انقلاب هاشم العطا ، هذه اكثر تاريخ الحكومات بؤسا وظلامية وتقتيلا وسجنا وتنكيلا ،وهى فترة يتحمل وزرها الحزب الشيوعي السوداني وحزب البعث والحزب الناصري وما خلا ذلك فإن الأمر راوح بين حال وحال..

ابراهيم الصديق على
25 مايو 2024م