القوات المسلحة السودانية ببسالة رجالها ، وصناديد المقاومة الشعبية المسلحة ، هم فقط من يستحقون أن نكتب لأجلهم ، في هذا الليل المدلهم الذي أحاط بنا .
هذه اللحظة المربكة من تاريخ السودان ، فكل كلام لغير المقاتلين المناضلين في حرب الكرامة الآن ، يبدو لي ترفا فاحشا لا يسعنا أن نتحمل أعباءه .
لذلك دعني يا قارئي يرعاك الله ، أن ندخل إلى المقال من باب لحمه الحي : فالذي حرضني على الكتابة في الواقع هو شخصية الفريق أول ركن ياسر عبدالرحمن حسن العطا ، مساعد القائد العام للقوات المسلحة ، عضو مجلس السيادة منذ 21 أغسطس 2019 .
كما شغل منصب نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي عام 2019 سابقا .
” ياسر العطا ” قائد عسكري جماهيري ، صاحب حضور طاغي وجاذبية فطرية تتجاوز كل الحدود ، شخصية مائزة صاعقة صدقا ، ذو نظرة حادَّة تعطى انطباعاً بالعزة والكرامة .
اكتسب إحترام غالب السودانيين ، واستطاع التأثير الكبير عليهم إيجابيا ، فارتبطوا به ، وجدانيا ، وثقافيا ، تمكن أن يتثير الولاء ، والحماس ، حتى أصبح سلطة فوق العادة .
ففي لحظات اشتداد ضراوة تيار الظنون السالبة ، وعلو صوت الإرتياب الناقد ، في أداء القيادة العليا
للقوات المسلحة في معارك حرب الكرامة ، وهو نقد في تقديري أغلبه لا يصدر إلا عن محبة .
إلا أن ياسر العطا ، يتصدر دائما سوانح الحديث مع الناس، ويقلب ظهر المجن ، باتجاه آخر ، ويثبت أن ثمة معنى للأفعال والنشاط الخاص بالقيادة العليا ، وأن أرادتهم ملتهبة لاستعادة كرامة كيان السودان .
فبضربة ساحرة يتجه بالرأي العام ، ويخطو به إيجابيا نحو القيادة ، منتزعا من صدور الناس الرضا ، والقناعة بما هو كائن ، وما ينبغي أن يكون .
وذلك من جلال رشد القيادة وحساسيتها في ملامسة الذهن الشعبي ، والدنو إلى المزاج العام ، بشيء من الحكمة ، التي لا ينالها إلا قائد يملك قدرا كبيرا من جسارة الفعل المفضي إلى اللعب في مساحات كشف المخبوء بمقدار حاجة الناس ، قائد صاحب صدر يمور بأمانة الصدق ، والوضوح بلا مكابرة غليظة . وتلك ، صفة نادرة وأمنية عذراء تسكن مخيلة شعبنا .
بيد أن جسارة النفس صدقا ، هي سمة ” لازمة ” تطبع شخصية ، ياسر العطا ، وتدمغه . يعرف ذلك كل الذين عملوا معه – عسكريا – وقتربوا منه مطالع سنوات التسعينيات في المنطقة العسكرية بجنوب السودان ، ومنهم كاتب المقال نفسه .
ياسر العطا يمتلك تلك الصفة في دائرة نشاطه العسكري ، وبشكل فطري ، ظلت تمكِّنه وباستمرار من التأثير على كل المحيطين به من الضباط وضباط الصف والجنود والمجاهدين ، وجذب انتباههم ، وإعجابهم بسهولة تميّزه عن من سواه .
فلعل الكتلة الإجتماعية التي شكلت شخصية ياسر العطا ، ابن قرية ” داب شارة ” تلك الضاحية من ضواحي مدينة شندي ، بولاية نهر النيل .
قد وهبته تلك السجايا .
فهو من مواليد عام 1962 ، وترعرع في كنف عائلة لها جذور ضاربة في عمق الحياة العسكرية .
فعمه ، شقيق والده ، هو الرائد هاشم العطا – 12 مارس 1936 – 23 يوليو 1971 – السياسي العسكري . عضو مجلس قيادة ثورة 25 مايو ، بقيادة الرئيس جعفر محمد نميري ، ذلك قبل أن ينفذ انقلاباً عليه في 19 يوليو 1971 ، بأمر الحزب الشيوعي السوداني ، الذي كان الرائد هاشم العطا أحد قادته ، وذلك بهدف تصحيح مسار ثورة مايو وفقا لرؤية الحزب الشيوعي .
وشقيق آخر لوالده هو العميد ركن ” عبدالرحيم العطا ” ، قاد إحدى محاور المتحركات القتالية – الرمح الملتهب – لتحرير توريت عام 1991م بجنوب السودان .
وتشاء أقدار الله ، مثلما شهدنا – عينا – ياسر العطا ، ومهنيته العسكرية وبطولته في ساحات الفداء ، كذلك أن نرافق عمه العميد ركن ” عبدالرحيم العطا ” ونشهد له بالجسارة والحنكة والدربة القيادية .
المتقصي الراصد ، للحياة العسكرية الخاصة بالفريق أول ركن ياسر العطا ، يجد أنها محتشدة بكل معاني الوفاء المهني المتجرد ، وإنكار ذات لدرجة التبتل في محراب العسكرية ومبدئية إنتماء وطني صاعق .
الفريق أول ركن ياسر العطا ، هو من أبناء الكلية الحربية السودانية – مصنع الرجال وعرين الأبطال – الدفعة ” 33 ” عام 1984م .. ذات تاريخ تعيينه ضابطا في القوات المسلحة .
وسيرته الذاتية ، تخبر ، أنه تلقى دراسته العليا – العلوم العسكرية – في كلية القيادة والاركان – بغداد – جمهورية العراق .
وتلقى داخل السودان كل الدورات الحتمية :
* دورة استخبارات اساسية .
* التخطيط الاستراتيجي .
* كلية القيادة والاركان .
* أكاديمية نميري العليا دورة الدفاع الوطني .
الوحدات التي عمل بها :
* ادارة الشرطة العسكرية .
* المنطقه العسكرية الإستوائية .
* كلية القيادة والاركان .
* لواء القيادة العامة .
* هيئة الاستخبارات
* أكاديمية نميري العسكرية
* قيادة قوات حرس الحدود
* قيادة الفرقة 14 مشاة كادقلي .
* مدير ادارة العمليات البرية
المناصب التي توالها :
* ملحق عسكري بدولة جبوتي .
* نائب رئيس الأركان للتدريب
* عضو المجلس العسكري الانتقالي
ذلك بعض من إنفعالتنا ، والمشاعر والطموحات والتعاطفات التي تحفزنا دائما أن نقول ولو سطرا تعبيرا عن محبتنا للقوات المسلحة وأبطالها الأفذاذ الذين تعرفنا عليهم في ساحات الفداء ورأينا صلابتهم في الشدائد .
رجال إئتلفت أرواحهم وتواشجت بخيوط النور إيمانا وسكينة ، ليجعلوا من أجسادهم حوائط صد تقي حياة الناس من شرور العدى .
#شعب_واحد_جيش_واحد
#معركة_الكرامة
#المقاومةالشعبية_سند_الجيش
#الجبهة_القوميه_لمكافحة_الجنجويد
#بل_بس
الدكتور فضل الله أحمد عبدالله
