فص الملح

دار صباح قريبا خالية من (بروميد) المرتزقة. شرق بحر أزرق من الحبشة وحتى خرطوم ود اللمين داخل ضل الوطن. وغرب بحر أزرق من الحبشة وحتى حدود الخرطوم تنعم برؤية الكاكي الأخضر. قلب الجزيرة كما أفادنا تقرير الدكتور بمستشفى البرهان (للمتك والجغم) بأنه سليم (١٠٠٪) بعد إجراء العمليات الجراحية الأخيرة. شرق بحر أبيض تبقت القطينة الشرقية والمنطقة بينها وجبل أولياء. – وللذي أراه من تقدم للجيش غالبا ما تكون المنطقة قد ودعت حقبة المرتزقة السوداء -. أما غرب بحر أبيض وكما كتبنا مرارا بأنها سوف تشهد نهاية المرتزقة. وهذا الذي نشاهده هذه الأيام من تجمع كبير للمرتزقة في محلية أم رمتة (شمال غرب بحر أبيض). تلك الجماعات وصل بعضها عبر القوارب من القطينة الشرقية والجزيرة بعد أن ضاقت عليها الأرض بما رحبت في تلك المناطق. وبعضها وصلها هاربا عبر جبل أولياء من بحري وشرق النيل والخرطوم بعد أن ملأ عليهم الجيش (الجحر موية). والقسم الثالث جاء من الصالحة بأمدرمان التي أصبحت غير صالحة للعيش. والجزء الأخير يمثل متعاوني أولاد المنطقة. وهذا الجمع فاقد لبوصلة الرشد تماما. فالهلع والخوف هو عنوان المشهد عندهم. وربما نكون صادقين إن قلنا: ( بأن المرتزقة الآن أشبه بفص الملح في الماء). وخلاصة الأمر وبما أننا نؤمن بأن (كل أجزائه لنا وطن). نؤكد بأن عودة ولايات دارفور لحضن الوطن. ونظافة السودان قاطبة من عربان الشتات تبدأ من أم رمتة.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأثنين ٢٠٢٥/٢/٣