هل هناك عاقل يرى أن الحرب على السودان يقودها (قُجَّة) وعثمان عمليات وعبد الرحيم دقلو

وبعد كل هذا. … ، هل هناك عاقل يرى الآن أن هذه الحرب على السودان أرضِه وإنسانِه ونيلِه وخيراتِه وجيشِه ومؤسساتِه هي حرب يقودها (قُجَّة) وعثمان عمليات وعبد الرحيم دقلو أب كيعان ؟؟!!
هل نحتاج أن نقول أنَّ هؤلاء هم أدواتُ الأدواتِ في هذه الحرب وأنَّ الفاعل الحقيقي فيها غيرهم ؟!
ليس ثمّة حرب بالطبع تقوم في بلد إلا وكان لبعض أطرافها مدد من (الخارج) و دعم ، هذه طبيعة الحروب…
لكن حربنا هذه (بدعة) في الحروب!! ، فالمليشيا التي تقاتلنا الآن أعجوبة من عجائب التاريخ ، سيكتب التاريخ أن الفرد من هذا المليشيا كان يردِّد (اتنين بس .. يا نصر يا شهادة) وأنه يقاتل من أجل (القضية) ويموت من أجلها ، وإذا سألته عن (القضية) فلن تجد عنده جواباً !!، لن تجد عنده غير بعض هذيان على شاكلة : (الكيزان ، دولة ٥٦ ، الجلابة ، الفلول ، الشايقية ، المركز ، الديمقراطية …!!!) فتنتهي إلى أنه لا قضية!!
دعك من الفرد التائه ، قائدهم أب كيعان نفسه لا يعرف ما (القضية)!! ، بدليل قوله للبرهان في أول الحرب : (بتكاتلنا ليه يا برهان؟!!) هل سمعت في التاريخ بقائد يقود حرباً يسأل هذا السؤال وعنده (قضية) ؟!!
هل سأل مثل هذا السؤال (جون قرنق) مثلاً ؟! (بتكاتلنا ليه يا عمر البشير ؟!) …
مليشيا تقاتل بلا مشروع ولا عقيدة ولا فكرة!! _ بغض النظر عن الصلاح والفساد أو الخطأ والصواب في العقيدة أو المشروع أو الفكرة _ ( الحو..ثي) في اليمن مثلاً له مدد من خارج اليمن بالطبع ودعم لكن له (عقيدة)!! (جون قرنق) كان له مدد من الخارج ودعم وكان عنده مشروع وفكرة!!
أب كيعان هذا لا (عقيدة) يقاتل من أجلها ولا (مشروع) له بالطبع وبالتأكيد لا (فكرة) …
الذين يقولون بحل (التفاوض) ، سيكون عليهم أن يجيبوا أولاً عن سؤال مهم : هل التفاوض مع مَنْ يُدير هذه الحرب فعلاً من وراء ستار ؟ أم التفاوض مع أدوات أدواته في الميدان؟!
أمَّا إذا كان النكيرُ في مغالطة أن قادة المليشيا الذين نراهم ونعرفهم هم ليسو بأدوات ، وأنهم بيدهم أمر أنفسهم ، وأنهم يملكون قرارهم ، وأنهم لا يحاربون بالوكالة عن آخرين فحينها سنتمثَّل فقط بقول الشاعر الحكيم :
وليس يصِحُّ في الأفهامِ شيءٌ … إذا احتاجَ النهارُ إلى دليلِ!!

عمر الحبر






