دراسة تكشف تأثير تغير المناخ على صحة العين

كشفت دراسة جديدة قامت بها مجموعة من أطباء العيون في جنوب إسبانيا، عن المخاطر التي يسببها تغير المناخ على صحة العين.
هناك عدد من العوامل المعروفة التي تؤثر على صحة العين، كالتعرض للأشعة فوق البنفسجية، والعوامل الوراثية، والشيخوخة، التي يمكن أن تؤدي إلى إعتام عدسة العين، وهي حالة تصيب ما يقرب من 94 مليون شخص، حيث تصبح عدسات العين غائمة، مما يسبب عدم وضوح الرؤية. ولكن في الدراسة الجديدة، اكتشف الباحثون عاملًا آخر مسببًا لإعتام عدسة العين واضطرابات العين الأخرى، وهو تغير المناخ.
يزيد تغير المناخ من خطر الإصابة ببعض الأمراض التي تؤثر على صحة العين بطرق متعددة، حيث يمكن أن تؤدي درجات حرارة الجسم التي تصل إلى 40 درجة مئوية (104 درجات فهرنهايت) إلى ضربة شمس، وهي حالة تعطل العمليات البيولوجية في جميع أنحاء الجسم.
تتكون عدسة العين من بروتينات بلورية يجب أن تبقى منظمة لتحافظ على شفافيتها. ويمكن لجزيئات الأوكسجين التفاعلية أن تتلف هذه البروتينات، “مسببةً عتامات تؤدي إلى إعتام عدسة العين”، كما تقول لوكاس. وبما أن العدسة لا تستطيع تجديد البروتينات، فكلما طالت مدة تعرض الشخص للحرارة، زاد خطر الإصابة بإعتام عدسة العين.
ويعود بعض هذا إلى السلوكيات، إذ يميل الناس إلى قضاء وقت أطول في الهواء الطلق عندما يكون الجو دافئًا. ولكن في بعض الأماكن، مثل جنوب كاليفورنيا وكوستا ديل سول في إسبانيا، تستنزف الرياح الحارة والجافة بخار الماء من الهواء الذي يمتص الأشعة فوق البنفسجية عادةً، مما يسبب زيادة في التعرض لها.
وتضيف لوكاس أن الأشعة فوق البنفسجية تولد أيضًا أنواعًا من الأوكسجين التفاعلية التي تلحق الضرر بعدسة العين، ويمكن أن تلحق الضرر المباشر بالحمض النووي لخلايا العدسة.
ووجدت الدراسات أن درجات الحرارة التي تتجاوز 28.7 درجة مئوية تزيد من خطر الإصابة بالتهاب الملتحمة بنحو 16% مقارنةً بدرجات الحرارة اليومية التي تبلغ نحو 10.7 درجة مئوية.
إلى جانب هذه الآثار المباشرة، يتسبب الجفاف الناتج عن تغير المناخ في انعدام الأمن الغذائي، مما قد يؤدي إلى نقص في العناصر الغذائية الأساسية، مثل النحاس وفيتامينات (ب12) و (ب1) و (ب9)، مما قد يؤدي إلى إتلاف العصب البصري. وخلال فترات الجفاف، غالبًا ما يضطر الناس إلى استخدام مياه غير آمنة، مما يزيد أيضًا من خطر الإصابة بالتهابات العين.
ووفقا للدراسة التي نشرتها مجلة “ساينتفيك أليرت” العلمية، فإن هناك طرقا لحماية العينين من الأضرار الناجمة عن تغير المناخ. أولًا وقبل كل شيء، يجب توفير ظل كافٍ للعاملين في الهواء الطلق وفترات راحة متكررة للتبريد، كما يوصي الأطباء بارتداء قبعة مزودة بحاجب للحماية من أشعة الشمس، بالإضافة إلى النظارات الشمسية المزودة بفلتر للأشعة فوق البنفسجية: توفر النظارات الشمسية حمايةً أكبر بنسبة 38% تقريبًا من عدم ارتدائها.
وكالة سبوتنيك





