رأي ومقالات

لا توجد مدرسة واحدة في العلاقات الدولية تقول إنه عندما تعتدي عليك دولة (..)

لا توجد مدرسة واحدة في العلاقات الدولية تقول إنه عندما تعتدي عليك دولة، ويثبت تورطها في تدمير بلادك، وتفشل كل المساعي الدبلوماسية لثنيها عن الأعمال العدائية تجاهك، عليك أن ترضخ لها وتصمت عن جرائمها مراعاة لمواطنيك الذين يقيمون فيها..

الذين يدعون إلى الصمت عن جرائم الإمارات لا يقدمون بديلاً أو مساراً للتعامل معها. الإمارات تملك مشروعاً واضحاً في السودان وتسعى لتنفيذه، فأنت إما أن تقبل بهذا المشروع وتصطف معها أو تعارضه. وهنا معارضة هذا المشروع لا تأتي من تعارض مصالح في دولة خارجية أو في بقعة جغرافية محل نزاع وهيمنة ونفوذ بينك وبين الإمارات، بل لأن هذه الدولة هي دولتك، ووقوفك رفضاً لعدوانها هو أولوية ومشروعية تكفلها القوانين والأعراف الدولية.

أستغرب أن يأتي يوم نجد أنفسنا فيه نتحدث عن أيهما أفضل، أن نصمت على من يعتدي علينا، أم نقبل بعدوانه،أن نقبل بتدمير بلادنا وتشريد مواطنينا من أجل مراعاة مغتربين نزح نصفهم بسبب أفعال الدولة التي نزحوا إليها، وفقدوا كلهم أموالهم وممتلكاتهم بسبب دعمها لمرتزقتها الجنجويد في المدن السودانية. مغتربين هم أنفسهم ضحايا الإمارات ومشاريعها في السودان، ورغم ذلك هناك من يدعو إلى عدم التصعيد والتسليم بالمشروع الإماراتي المعادي للسودان .
حسبو البيلي
#السودان