تخيل شجاعة شخص أو مجموعة تجاهر بموقفها المناوئ للجنجويد في وسط يضج بالجنجويد

ظللت اردد في هذه الصفحة بأن داعمي الجيش في مناطق سيطرة الدعم السريع في مناطقها القبيلة كنيالا و الضعين و تلس يعانون مرتان في هذه الحرب .
يعانون من التضيق عليهم ، و من الإرهاب الذي يمارس ضدهم من ذوي القربى و غيرهم .
قبل شهر تقريبا اشتبكت مجموعتين في سوق تلس بالسلاح بسبب ان مجموعة تدعم الجيش و الأخرى تدعم الجنجويد …
تخيل شجاعة شخص أو مجموعة تجاهر بموقفها المناوئ للجنجويد في وسط يضج بالجنجويد …
هؤلاء الأشخاص يعانون ايضا من طرف داعمي الجيش لاتهام كل حواضن الدعم السريع بتهمة دعم الجنجويد أو المشاركة في جرائمهم . للأسف الكثير منهم مجبر على البقاء في تلك المناطق لأسباب مختلفة، اقلها الكلفة المادية العالية للسفر و الارتحال، و احيلنا التضييق عليهم من قبل استخبارات الجيش و اتهامهم بجهاتهم التي وفدوا منها ، وصعوبة اقناع الطرف الآخر بأنهم ليست لهم أي علاقة بالجنجويد …
اعرف عددا من أبناء تلس يشاركون مع القوات المسلحة كضباط و ضباط صف في هذه الحرب ، و بعضهم استشهد في العمليات المختلفة و البعيدة كل البعد عن حاضنتهم …
رمي الاتهامات المجانية على الآخرين دون التثبت بالدليل أمر غير أخلاقي و يرفضه الدين الإسلامي: لا يجرمنكم شنئان قوم على الا تعدلوا، إعدلوا هو أقرب للتقوى . صدق الله العظيم .
و القانون يبرئ المتهم حتى تثبت ادانته بالأدلة و البراهين …
أحزنني جدا اتهام البعض للعمدة الطاهر ادريس بدعمه للجنجويد ، و الدعاء عليه بالعذاب و الثبور فقط لاعتقاده بأنه يدعم التمرد ، بالرغم من العمدة اعتزل هذه الفتنة و ابتعد إلى البادية ولا يأتي إلى المدينة الا لقضاء حوائجه، كل ذلك رفضا لسلوك التمرد . و إصابته طلقة طائشة في سوق تلس من بعض جنود الدعم السريع ، وربما لم تكن طائشة ، إنما جزاءا لمواقفه المناهضة للجنجويد .
نسأل الله له الرحمة و المغفرة و العتق من النار ..
نتمنى أن يتحرى الناس الدقة في اتهام الناس بالباطل بلا ببينة ، لأنه سيكون سببا للندم .
فإن لم يكن ندما في الدنيا فإن ندم الآخرة أشد إيلاما.

سالم الامين بشير






