شباب المسيرية

متحرك الصياد على مشارف دار المسيرية، بعد انتصاره في الحمادي عاصمة الحوازمة، لتبدأ عمليات التحريض لشباب المسيرية. حملة مستندة على عاطفة هوجاء. وقد تولى الفاضل الجبوري قيادة تلك الحملة. فقد ذكر لهم بأن بنات المسيرية سوف يتعرضن للاغتصاب، وأن القتال إن كان في الخرطوم فرض كفاية، اليوم في دار المسيرية أصبح فرض عين، وقد صور لهم بأن متحرك الصياد نمر من ورق… إلخ.
ثق أيها الفتان بأن دار المسيرية جزء من السودان مهما كانت التحديات فهي عائدة لدولة القانون. وثق بأن بنات المسيرية عزيزات مُكرّمات لا يمسهن إنسٌ ولا جان. فالذي توسوس به نفسك المريضة، وما فعله شباب المسيرية بدار صباح من اغتصاب وبيع فتيات لا يمكن تطبيقه في بنات المسيرية؛ لأن الصياد جيش مهني وليس مرتزقة. وكان حري بك أن تكون شجاعًا وتقف (ألف أحمر) ضد مقايضة آل دقلو لمنطقة أبيي مقابل حرية حركتهم في دولة الجنوب.
والتحريض أولى به الدفاع عن مراعي المسيرية في أبيي، وليس كما تتوهم. وخلاصة الأمر نناشد عقلاء المسيرية بتحكيم صوت العقل، والنظر بعين البصيرة لمآلات الحرب على حاضر ومستقبل القبيلة، وعدم ترك قيادة قبيلة بحجم المسيرية بعد أن باع تاريخها وشرفها الناظر (البابو) بدراهم معدودات، ولعاعة دنيا زائلة، لكل متردية ونطيحة أمثال الجبوري. أيها العقلاء أدركوا القبيلة قبل أن تصبح (هاملة ورقد راعيها).
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
السبت ٢٠٢٥/٥/١٧