مَنْ لم تعظه كلُّ هذه التجارب فما له من واعظ!!

□□ مُقدَّم في الشرطة انتُدب للعمل مع لجنة تفكيك التمكين على أيام حكومة شراكة الحرية والتغيير والعسكر …
غضبت لهذا الاختيار منذ البداية أقلام ، ووصفت ضابط الشرطة هذا بأن تاريخه في الشرطة (غير مشكور) _ مواقف له من بعد وهو في لجنة تفكيك التمكين صدَّقت صواب ذلك الهجوم عليه_
وُصفت تلك الأقلام حينها بأنهم (كيزان) وأن هذا صراخٌ منهم يُطرب الآذان!
أحد المؤثِّرين جداً على الوسائط في تلك الأيام وله صفحة عالية المتابعة وهو معدود في الحرية والتغيير من أهل (الوعي الثوري) كتب مدافعاً عن الضابط المنتدب ، واختصر الدفاع عنه بأنه مادام الذين يهاجمونه هم الكيزان فهذا يعني أنَّه أوجعهم وعلى هذا فهذا ضابط وطني شريف وقلبه على الثورة!!
_ واضح أنه ما كان يعرف الضابط أصلاً ، فقط وجد الكيزان يهاجمونه ، وبنى على ذلك ثناءه على الضابط وتزكيته له!!
الغباء هنا أنَّك بذلك تعطي قِيادَك لخصومك الكيزان ، فإذا أرادوا إبعادك عن اختيار صائب فما عليهم إلا أن يثنوا عليه ويمدحوه ، فترتاب فيه وتشكّ وتتركه لأن الكيزان مدحوه!!
وإذا أرادوا (توريطك) باختيار _ كاختيار ذلك الضابط _ فما عليهم إلا أن ينظِّموا حملة هجوم عليه ، فيعظم في نظرك وتراه أحسن اختياراتك فتختاره مادام الكيزان قد هاجموه!!
الضابط المقصود هنا نفسه هو مَنْ عاد في هذه الحرب واتهم لجنة تفكيك التمكين وقيادات في الحرية والتغيير بالفساد واستغلال السلطات وووو!!!!
هذا المعيار على سذاجته ابتداءً في الحكم على الأشخاص والمواقف ، وعلى أنَّ التجارب كشفت بؤسه وتوريطاته ، لازال معتمداً عند بعضهم!!
لا زال بعضهم يخاطبون مَنْ يقفون الآن الموقف الصحيح في صف الوطن ومؤسساته ضد المليشيا بأن (الكيزان) مبسوطين منكم!!
ومَنْ لم تعظه كلُّ هذه التجارب فما له من واعظ!!
عمر الحبر






