رأي ومقالات

فدائيو الشهادة السودانية: اللهم لطفك بأكبادنا

هم 19 ألف طالباً و طالبة ، أختبروا الكثير ، يمضون اليوم إلى 170 مركزاً للإمتحان ، في مدن شتى ، وبلاد شتى ، ومدارس لم يعرفوها ولم يألفوها..

– افتقدوا تلك المشاغبات الصاخبة بين اقران على بوابات المراكز وتبادل المقالب لتهدئة المخاوف ، هم غرباء كل واحد قادم من مكان تجمعهم (قائمة) على بوابة ، لا شيء..
– افتقدت تلك الثرثرات بين الطالبات ، والقلوب الواجفة والايدي المترابطة وآخر المراجعات والعين تنتقل من أول الكتاب لآخره.. لا شيء هنا سوى نظرات تعارف أولى.. إمتحان دون همس..
– عانوا الفقد ، ارواح صعدت لله ، أمهات وآباء واخوة واخوات ، ويقودهم اليوم عزم ، لإهداء العبور إلى تلك الأرواح المحلقة

– صغار هم اعمارهم ما بين 16 – 18 عاماً ، لكنهم عايشوا الكثير ، صادفهم التغيير فى العام 2019م ، وجاءتهم الكرونا فى 2020م ، وواجهوا ظروف التعقيدات السياسية فى 2022م من إغلاق الطرقات والتروس وتأجيل الدروس ، وعرفوا السيول والفيضانات ، وقبل ذلك تغيير المناهج وأفلتوا من تغيير السلم التعليمي ، ثم تداعيات الحرب فى 2023م ، 2024م ، وجاءوا اليوم فى العام 2025م للإمتحان لا شيء يقف في طريق هؤلاء البواسل..

– يتدافع اطفالنا اليوم إلى المراكز ، دون دعوة من الامهات (الله معاكم) ودون تلطف الاباء (اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً) ودون نصائح الإخوة والاخوات وكثير مودتهم..
– غابت ملامح مدارسهم ، وشوارعها ، ونداءات المعلمين والمعلمات وأصواتهم باعثة للإطمئنان ، لا شيء هنا في هذه الأماكن الجديدة ، لكنهم جيل من المثابرة.. وسيعبرون بإذن الله..
– والتحية للمعلمين والمعلمات ، وتلك الثلة من الاخيار الذين جعلوا هذا الأمر ممكناً..
– إذا كنتم قرب مراكز الامتحانات أو تستطيعون الوصول اليها فأكرموا هذه الكتيبة من طلاب وطالبات ومعلمين ومعلمات وأمهات وآباء ،

– وإن كنتم عابرين فأحملوا معكم المنقطعين في هذا النهار القائظ أو خصوصوا ساعة من يومكم لترحيلهم..
– وإن كنتم فى مراكز المنافي واللجوء ، فخففوا التجمعات وافتحوا الطرقات وتجنبوا التزاحم ، ورب تجمهر يقلق توتراً ومضايقة للقاطنين ممن لا يعرفون طبائع السودانيين..
– و أكثروا لهم من الدعوات ، انهم (أكبادنا) ولكل منا من بينهم صلة وقربي..
– اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وانت إن شئت جعلت الصعب سهلاً يسر أمرهم ووفق سعيهم والطف بهم..
حفظ الله البلاد والعباد
د.ابراهيم الصديق على
29 يونيو 2025م