رأي ومقالات

نصاب الاسكندرية طلع زولكم، ما زولنا !!

نصاب الاسكندرية طلع زولكم، ما زولنا !!
كل القصة أنه قبل يومين تعرض سودانيين لاجئين في الأسكندرية في مصر لعملية احتيال كبير، ودفعوا مبالغ لنصاب سوداني لديه منظمة خيرية للنصب، عدد ركاب ٢٢ بص تم النصب عليهم، وعدد كبير من السودانيين سلموا الشقق التي كانوا يسكنونها وجمعوا عفشهم، واصبحوا في العراء. هذه هي القصة ببساطة، ولنرى كيف تدار السياسة في السودان، فبدلا من ان يقف الجميع ضد هذا النصاب ليلقى أشد العقاب لهذه الجريمة والاحتيال الذي لا يشبه السودانيين، واستغلال حوجتهم، اصبح وسائل الاعلام تتحدث ان النصاب (كوز) وكان له مبادرات مع حكومة البرهان، واصبح الصراع فقط في ايجاد كسب سياسي لإدانة الطرف السياسي الاخر، وامتلأت الميديا بفيديوهات قديمة، والزول قالوا طلع كوز حرامي، وبعد يوم اصبح الجدال والنقاش على النقيض، ونجد احدهم يكتب ان نصاب الأسكندرية متأمر مع قحت الداعم للجنجويد، واشتهر انه ظل يعارض ويرفض خروج الجنجويد من منازل المواطنين، وبعد طرد الجنجويد أطلق حملات اسفيرية مضللة لمنعهم من العودة، والزول طلع قحاتي حرامي، وانتقل الصراع في (ده زولكم ما زولنا)، وهكذا السياسة في السودان يتركون القضية الاساسية وهو الوقوف مع قضايا الوطن والمواطن الغلبان في وقت حرج، وبدلا من الوقوف بقوة جميعا ضده لينال جزاءه لمجرد انه نصاب يستغل معاناة السودانيين وطلب اقصى العقوبة ضده لانه اضر بالناس وشوه سمعة السودانيين في الخارج، أصبح الهم فقط في مكاسب سياسية يخرجون بها من القضية، وهذه هي المصيبة التي دمرت السودان، والحمد لله في نهاية القصة تم القبض على النصاب السوداني، وسيأخذ جزاءه، ونتمنى ان يكون عقابه عبرة لغيره، والخبر السار ان منظومة الصناعات الدفاعية للقوات المسلحة السودانية اعلنت عن عن التكفل بسداد كامل تكلفة ترحيل العالقين من السودانيين بالإسكندرية، وهذا الامر هو ما يهم الجميع في ان يكون الدولة الى جانب مواطنيه في مثل هذه المواقف والظروف، وعلى الجميع أن يجعلوا قضايا الوطن فوق اجندتهم الحزبية البغيضة حتى ننجو جميعا من الغرق.
د. عنتر حسن