لقاء بوتين وترمب رمزي ولكن الرمزية مهمة في حال القوي النووية:
يبدو أن قمة بوتين وترمب لم تثمر عن أي اتفاق مهم فيما يخص أوكرانيا أو أي ملف آخر. وانتهي الأمر في تبادل أراء معروفة وقولة خير. ولكن من وجهة نظر محايدة فإن أي حوار بين قوي عظمي تملك من الأسلحة النووية ما يكفي لإفناء الحياة علي كوكب الأرض مئات المرات في حد ذاته تقدم في غاية الإيجابية حتي لو كانت النتيجة الوحيدة للقاء هي التهدئة والحفاظ علي الباب مفتوحا. ومن هذا فإن أي لقاء آخر للسيد ترمب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ سيكون بنفس الأهمية مضافا إليه أن حصة الدولتين معا في الإقتصاد العالمي أقل قليلا من نصفه فوق هيمنتهما التكنولوجية.
لكن الصحافة الغربية قارعة الحرب – وبالذات من دار ليبرال ويسار الوسط – لا تثمن هذه النقطة وتري أن بوتين تلاعب بترمب بعد أن اتهمته زورا في إنتخابات ٢٠١٦ بانه عميل روسي واتضح الزور لاحقا ما أدخل أوباما في أمرا ضيق هذه الأيام. يتحسر الإعلام إياه علي ما تري إنه إستقبال حافل لمجرم على المسرح العالمي بحفاوة بالغة وعلي السجادة الحمراء لأعظم قوة في العالم وقائدة التحالف الغربي.
وهكذا يتحول بوتين من شخص “منبوذ” ومطلوب من المحكمة الجنائية في نظر الغرب إلى شريك وصديق عزيز علي الرئيس الأمريكي. ويتحسر هذا الإعلام أيضا علي أهداف أخري أحرزها بوتين مثل الحديث أولا وقبل ترمب في المؤتمر الصحفي الذي أعقب اللقاء، وعندما تحدث ترمب وقال أنه يتوقع لقاءات أخري مع الرئيس الروسي قاطعه بوتين وقال في المرة الجاية في موسكو. رد ترمب قائلا: “أوه، هذا أمر مثير للاهتمام. سأتعرض لبعض الانتقادات بسببه، لكنني – أتوقع حدوثه”.
ومن الأهداف الأخرى التي حققها بوتين من اللقاء ما يبدو من تراجع ترمب عن العقوبات التي هدد بها ضد روسيا وضد الصين والهند في حالة استمرار شراء البترول الروسي.
وبلغت الحسرة ذروتها عندما وافق بوتين علي الركوب مع ترمب في ليموزينه المصفحة للوصول إلي طائرته في القاعدة الجوية بدلًا من قيادة سيارته الرئاسية الرسمية التي تحمل لوحات موسكو. ثم جلس بوتين في المقعد الخلفي يضحك.
رغم حسرة الليبرال ويسارهم علي خروج بوتين من كرنتينة النبذ وملاحقة محكمة الجنايات الدولية إلي سجاد أمريكا الأحمر وليموزينها الرئاسية إلا أن زيلينسكى وداعميه في أوروبا وأمريكا أيضا قد شعروا بشيء من الإرتياح لان ترمب لم يعقد اتفاقا يمنح بوتين كل مطالبه في أوكرانيا بنية فرض الإتفاق علي أوكرانيا. وهذا هو قون العزاء لهم ولكنه لا يغير نتيجة المباراة.
نقطة انصرافية: بوتين يجيد الروسية والألمانية والإنجليزية (أحسن من ترمب وجورج بوش) والسويدية ويقال الفرنسية والإسبانية. وإحتمال الرندوك.
معتصم اقرع
