وصية الجميعابي

وصلتني في الخاص رسالة قيّمة من دكتور محمد محيي الدين الجميعابي. وهي وصية تُكتب بماء الذهب من رجلٍ عركته التجارب، ومسكون بحب الوطن. تلك الوصية موجهة للسيد كامل إدريس رئيس الوزراء. وهي نتاج لمقابلة التلفزيون لكامل بالأمس. أستند الرجل في وصيته على حسن النية. وكل ما يشير لهاجس في لقاء الرجل تجاوزه الجميعابي تمامًا. وبمثل تلك الروح الوطنية الصادقة يمكن حجز مقعد مبكرًا بين الأمم المتقدمة. طلب الجميعابي من كامل أن ينفتح على المجتمع بكل توجهاته السياسية، ورؤاه الفكرية، وتقسيماته الجغرافية، وتقاطعاته العديدة؛ بل ذهب أكثر من ذلك إذ أشار للجلوس حتى مع البشير لما يمثله من تجربة حكم مازال صاحبها على قيد الحياة. وطالب الجميعابي أيضًا بأن يستفيد الرجل من كافة توصيات المؤتمرات السابقة في شتى مجالات الحياة. وخاصة تجارب الحكم منذ النميري وحتى تاريخه. عليه نضم صوتنا لمثل تلك الأصوات الوطنية، ونناشد كامل أن يأخذ بمثل تلك الوصايا. وخلاصة الأمر ليت السيد كامل يتعامل مع السودان بأنه دولة من العالم الثالث، وفوق هذا وذاك مأزوم ومثقل الجراح. وهي ليست دولة أوروبية تبدع حكومتها في تقديم أفضل انواع الرفاهية لشعبها. نحن يا غالي الآن الكل تحت خط الفقر. وهناك من وصل مرحلة البحث عن خشاش الأرض. لذا السلحفائية الزائدة عن اللزوم، والتردد غير المنطقي سوف يلقى بظلاله على حاضر ومستقبل حكومة الأمل.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الجمعة ٢٠٢٥/٨/٢٢





