رأي ومقالات

ابراهيم عثمان يكتب: بين تبريرين وسقوطين!

* عزام إبراهيم: (يا انسحب من الفاشر، يا أسحب المدنيين .. كيف؟ دي بيوتهم، ويمشوا وين؟ الخمسة مليون سوداني القاعدين في مصر ديل كانوا قاعدين في بيوتهم وطلعوا عادي يعني، إشمعنى بتاع الفاشر ما يطلع؟… لااا .. انت جنحويدي .. ودافعين ليك .. يا زول فكِّر بالمنطق)

هناك أوجه شبه واختلاف بين هذا الحديث، وحديث خالد عمر يوسف عن أن (الناس بتكلموا عن انتهاكات حرب ١٥ ابريل كأنما هي الأولى في السودان: والله العظيم شفشفوا بيوتنا)، وعن أن الجيش في الجنوب (كان يحرق البيوت بالناس الموجودين جواها). الاختلاف ليس تضاداً، بل هو “تنويع” في طرق الدفاع عن الميليشيا، على حسب درجة استعداد كل واحد منهما للتورط في الانحياز للميليشيا على حساب المواطنين!

/*آلية الدفاع*:
* كلاهما يستخدم مقارنة احتيالية بين جريمة أصغر وأخرى أكبر (حقيقية أو مُفتَعَلة):
* يبرر عزام جريمة مخطط لها (تشريد سكان الفاشر) بجريمة منفذة (تشريد آخرين). بينما يُهوّن خالد من جريمة حالية بمقارنتها بجريمة سابقة مزعومة!
٢/ *مفارقة الحجم*:
* يستخدم عزام ضخامة جرائم الميليشيا السابقة لصالحها، أي لتمرير الجرائم التي تخطط لها!
* نفس جرائم الميليشيا السابقة التي اعترف عزام بضخامتها يقلل خالد منها بالمقارنة بجرائم أسبق!
٣/ *الإقرار بالمسؤولية*:
* يعترف عزام، صراحةً، بمسؤولية الميليشيا عن التشريد،المنفذ والمخطط له.
* يسلِّم خالد، ضمنياً، بمسؤولية الميليشيا عن انتهاكات الحرب الحالية، وإلا لماذا يقارنها بماض، مزعوم، للجيش، ثم يحاول التقليل منها عبر هذه المقارنة؟

٤/ *الإدانة:*
* :يتجنب عزام إدانة أي من الجريمتين. والسبب في ذلك أنه يحصر المقارنة داخل جرائم الميليشيا التي يدافع عنها!
* أما خالد فهو يحوِّل الإدانة إلى الجيش، لأنه يعتمد على المقارنة بينه والميليشيا التي يدافع عنها!
٥/ *أولوية الانحياز*:
* يتحدث كلاهما وكأن الميليشيا فوق الشعب، فيقدم عزام مصلحتها على حق الناس في بيوتهم.!
* ويقدم خالد “سمعتها” على حق ضحايا النهب في الاحتجاج!
٦/ *قلب المنطق*:
* يحاول الإثنان إسكات الضحايا بمنطق معطوب. فيقول عزام: الاحتجاج على تشريد سكان الفاشر “غير منطقي” لأنه مسبوق بتشريد “عادي” أكبر!
* ويقول خالد: الاحتجاج على النهب غير عادل، لأنه يتجاهل التاريخ!

٧/ *تطبيع الانتهاكات*:
* يطبع عزام الانتهاكات جغرافياً:: “الفاشر ليست أفضل من غيرها”!
* ويطبع خالد الانتهاكات زمنياً: “انتهاكات الحاضر أقل سوءاً من الماضي”!
المؤكد أن أي دفاع عن الميليشيا لا ينفعها، بل يضر المدافعين، خاصة عندما ينحازون لها ضد المواطنين، بحجج لم تقل بها هي نفسها. هذه هي الحقيقة التي يتغافل عنها مَنْ يلوون عنق المنطق، فيدفعون الثمن ويحصدون السراب!
تباً للزيف..
تباً للعالف والمعلوف.

ابراهيم عثمان