رأي ومقالات

عبد القادر سالم ، الذي عرفت

في إنتخابات رئاسة الجمهورية في العام 2010م تعرفت علي الراحل الفنان القامة عبد القادر سالم، حيث عملنا سوياً في اللجنة القومية العليا لترشيح المواطن عمر حسن أحمد البشير و التي ترإسها الفريق عبد الرحمن سوار الدهب و ضمت العديد من الشخصيات القومية و العامة.

نافس ياسر عرمان الرئيس عمر البشير و حصل علي عدد مقدر من الأصوات تجاوز المليونين جلها إن لم تكن كلها من الناخبين الجنوبيين و قد قامت الحركة الشعبية بسحبه قبل أن يكمل الجولة لأنها خشيت أن يفوز بالرئاسة و تصبح الدولة عندها و لن تستطيع فصل الجنوب.

تولي الدكتور عبد القادر سالم في اللجنة قطاع الثقافة والفنون و توليت أنا العمل الإعلامي فيها. رأيت فيه و بعد تعامل مباشر رجلاً في غاية الظرف و الكرم و الإلتزام و النظام و الدقة.

كانت له كراسة يعد و ينظم فيها عمله و تحركاته بدقة متناهية وكان حاضراً دائماً و بكافة التفاصيل لعرض عمله.

تجلى انضباطه في الجوانب المالية حيث كان يحسب ما استلمه و ما صرفه بدقة .

أنجز عملا متكاملا و كان يتعامل و كأنه ذاك المعلم الذي يدير شأن مدرسته و طلابه، و كان هو المطرب الذي ينجز و كأنه يدون في نوتة موسيقية.

سبق لي قبل هذا أن شهدت له حفلا خارج السودان كان فيها أيضا ذات المعلم الملتزم الذي يدير فرقته الموسيقية بالانضباط ذاته و بمقدرة بينة جذبت الأجانب و كل الحضور .

تتبعت بعد ذلك مسيرته الفنية و وجدت ذات الروح و هو يقود إتحاد الفنانين بروح زمالة يعرفها كل من تعامل معه.

أسهم عبد القادر سالم بقوة في الترويج و نشر الأغنية الكردفانية و سجل عشرات من أغنيات التراث الكردفاني فعرف بها في السودان و خارجه .

تجاوب المشاهدون الأجانب كثيرا معه بل تجاوب معه مطربون من خارج السودان .

المغنية العالمية (راحيل) تغنت له بالعديد من الأغنيات إنتشرت منها أغنية (حليوة بسامة) و أدتها بصورة ملفتة .

ما زاد المتابعة الكبيرة لهذه المغنية إجادتها للأغنية و صوتها المميز.

كانت قوة الجذب الأكبر لها ناتجة عن اسمها (راحيل) و أعتقد الكثيرون أنها إسرائيلية و لكن الحقيقة أنها أمريكية. جاء اللبس في جنسيتها إضافة لإسمها أنها عاشت فترة في إسرائيل رفقة والدتها في مرضها بالسرطان و التي كانت تقيم في تل أبيب.

هنالك سبب إضافي لهذا الخلط في جنسيتها و هو أنها عاشت لعشر سنوات من عمرها في سيناء و تعلمت فيها اللغة العربية كما تزوجت رجلا من بدو سيناء و رزقت منه ولدا بلغ عمره حاليا العشر سنوات و سمته (غازي)

عاشت راحيل فترة في أبوظبي و زارت السعودية و أعجبت بالأغنية الخليجية و تغنت بها.

كما أنها ألفت قصائد بالشعر النبطي.

تغنت راحيل لعدد من المطربين العرب منهم الفنان محمد عبده و راشد الماجد .

تغنت راحيل لعبد القادر سالم بعدد من الأغنيات كما تغنت من السودان أيضا لعثمان حسين .

أسهمت راحيل كثيرا في إنتشار أغنية الفنان عبد القادر سالم في السودان و خارجه .

ربما يكون اسمها و حياتها و إقامتها لفترة في إسرائيل مثيرا لأسئلة عديدة بسبب غموض بعض فترات حياتها و علاقاتها .

يهمنا في أمرها الإشارة إلى أن قدرة التطريب التي تمتع بها فناننا عبد القادر سالم و جمال و رقة الكلمة و اللحن الكردفاني جذبت فنانة عالمية رغم السلم الخماسي غير المطروق عالميا.

عبد القادر سالم إلى جانب ذلك فهو أستاذ و معلم موسيقي حاصل علي الدكتوراة فيها و عمل بالتدريس في كلية الموسيقي و المسرح .

كان رجلا متميزا صاحب إسهام وطني كبير .. تقبله الله في عليين .

راشد عبد الرحيم