أحباب الله

مثّل الإعلام حجر الزاوية في نجاح ثورة فولكر. وبه تمت شيطنة الكيزان، حتى رقص عاقلهم على نغمة (أي كوز ندوسوا دوس). أما جاهلهم فيكفي حمقًا أن صدّق بأن ملايين الدولارات مدفونة في أرضية المدينة الرياضية، وهرول الجميع وبدأوا في الحفر. ولخفة وزن عقلهم، لم يتعب فولكر في قيادة القطيع بالخلاء. حتى انطلت عليهم (كل) الوعود. وعاشوا الحُلم بجنة الله في الأرض. ولكن كما يقولون: (الكوك ببين عند المخادة). واقع الحال كشف زيف الثورة، وتيقن الناس بأنهم ضحايا خدعة كبيرة. هذا الأمر فرض نفسه على أي مواطن سوداني، مما دعاه لعقد المقارنة ما بين (نار الكيزان) التي صورها لهم إعلام فولكر، وما بين (جنة اليسار) التي عاشوا وهمها بعد الثورة. النتيجة كما يقول المثل: (نارًا عديل ولا جنةً مجهجهة). بكى الشعب على الكيزان، ويكفي بكاءً ما نقلته مواقع إخبارية بالأمس من ميدان الخليفة الذي يشهد هذه الأيام احتفالات المولد: (زفة المولد بأمدرمان تتحول لهتافات سياسية … لا إله إلا الله والكيزان أحباب الله). نعم هم أحباب الله. كيف لا وهم الذين حملوا السلاح جنبًا لجنبٍ مع الجيش من أجل الدين والوطن والعِرض. وهم الذين تكسرت نصال المؤامرة الكبرى ضد الوطن تحت حوافر خيلهم التي جابت أرض الوطن شرقًا وغربًا مع بقية القوة الوطنية الأخرى. روا أرض الوطن بدمائهم الطاهرة. تصور ضد مَنْ؟؟. ضد أصحاب الجنة الكذوبة الذين باعوا الوطن (أرضًا وشعبًا وقيّمًا وأخلاقًا) بدراهم معدودات وكانوا فيه من الزاهدين. وخلاصة الأمر لمثل تلك الهتافات العفوية مليون رسالة في بريد لمَنْ ألقى السمع وهو شهيد.

د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
السبت ٢٠٢٥/٨/٣٠





