رأي ومقالات

أبوجود أدرك أن حتى محاولة تكرار نموذج كيكل لم تعد متاحة

ما أدركه أبوجود وكوشيب، سواء بالعقل والنظر أو بفطرة البقاء البدائية، هو ذات ما أدركه كيكل من قبل –أن طاحونة الدولة التي عادت للتقدم بثبات وهدوء مُرعبين، لا محالة ستحقق كل أهدافها التكتيكية والاستراتيجية. الخلاصة التي توصّل إليها أبوجود هي عين ما يعجز عن إدراكه آلاف المرتزقة والإرهابيين الذين يُساقون إلى حتفهم في محرقة حرب جيوسياسية تستهدف سيادة السودان ووحدته، بأيدي الخونة من قادة “الجنجاقحط” نيابة عن عيال زايد ومن ورائهم.

أبوجود أدرك أن حتى محاولة تكرار نموذج كيكل لم تعد متاحة، وأن خياره الآن إمّا أن ينتهي كجلحة أو فولجنق أو علي يعقوب أو شيريا، وإمّا أن يهرب وراء الحدود، تاركاً خلفه برشم والتاج التجاني والفوتي في الأراضي المحتلّة من كردفان.

هرب أبوجود والجيش ما يزال في مستهل عملياته على أعتاب غرب وجنوب كردفان. فماذا سيفعل بقية المرتزقة حين يبلغ الجيش ومساندوه تحرير النهود والدلنج وكاودا؟ وماذا سيفعل كمريرات شخبوط من الجنجويد اللابسين بدل حين يمتد ظل الدولة إلى ما وراء الفاشر، وجبل مرة، ونيالا؟ بل ماذا سيفعلون هم ومُشغّليهم حين يصل جيش الدولة إلى ما وراء الطينة والمثلث وأدري وأم دافوق وأبيي؟!

أرادوها حرباً لكسر وحدة السودان وإعادة هندسته سياسياً وعسكرياً وحضارياً وديمغرافياً إلى الأبد؛ فإذا بها تتحول إلى لحظة تاريخية لتذويت قيم السيادة في الوعي الجمعي، وترسيخ مصيرية احتكار الحق الشرعي في ممارسة القوة وصيانة الأمن القومي، والتأكيد على أن وحدة السودان وبقاء مؤسسات الدولة خط أحمر لا مجال للعبث به.
#ربيع_الدولة
#اغلاق_مكتب_الحدث
#الامارات_دولة_عدوان

Ahmad Shomokh