رأي ومقالات

قلـنا: آلـْـيَهُود والنَّصَـارَىٰ؟ قـال: فَمَـنْ !!

جاء فى الحديث الشريف عن أبي سعيد رضي الله عنه، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُم شِبْراً بشبْر، وذراعاً بذراع، حتَّى لو سَلَكُوا جُحْر ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ؛ قلنا: يا رسول الله، آلـْيهودُ والنَّصارىٰ؟ قال النَّبىُّ صلَّ الله عليه وسلم: فَمَنْ؟!)رواه الشيخان.

وما نراه اليوم هو عين ما تنبأ به سيد الخلق الذى لا ينطِق عن الهوىٰ، إن هو اٍلًّا وحىٌ يُوحَىٰ، صلَّ الله عليه وسلم، فقد أظلنا هذا الزمان الأغبر وهو ما يفسر لنا السبب وراء الموقف الأخير لكل من المملكة العربية السعودية التى نكنُّ لها الكثير من الحب الاحترام، لما لها فى القلوب من مكانةٍ لا تضاهيها مكانة، ولأن فيها مولد النور وهي مهبط الوحي وأرض الحرمين الشريفين. وجمهورية مصر الشقيقة بحق وحقيقة بكل ما لها معنا من الروابط الأزلية التاريخية الراسخة، والعلاقات الأسرية، والوشائج الاجتماعية والحقائق الجغرافية والوقائع الماثلة فى وقتنا الحاضر والأمن والدين واللغة والتاريخ والدم المشترك.

لكن كل هذا الكلام قد يبدو عاطفياً أكثر من كونه واقعياً وقد لا يستقيم مع طُغيان المصالح المادية الآنية والمستقبلية. ولا نقول الخضوع لرغبات الصهيونية العالمية، أو النيوليبرالية. فعندما نرى بصمة الأصبع السعودي والمصري على بيان الرباعية الأخير الهزيل السخيف، نحتار وتزداد الحيرة والأسف عندما يتزامن إعلان البيان مع بشارات الانتصارات المدوية لجيشنا على مليشيا آل دقلو المندحرة.

لن نخوض فى فقرات البيان فيكفيه عاراً، أنه يساوي بين جيشنا المهني بكل تاريخه الحاضر والتليد ومساهماته في الدفاع عن مصر وعن السعودية، وبين المليشيا المجرمة،ةولن نذكر إخواننا بخذلانهم لنا عند الشدة، أو حتى محاولاتهم الخجولة فى دعم الشعب السوداني فى محنته التى يمر بها!! ولن نقارن بين صمت العالم عن ما يحدث فى غزة والويلات التى يعاني منها الشعب الفلسطيني على يد الصهاينة، ولن نكرر قول السفير الأمريكى لدى إسرائيل مايك هاكابى بأن ما يحدث فى غزة هو أمر تغيير ديني توراتي وأنه لا يحب أن تُسمى يهودا والسامرا باسم الضفة الغربية !!

وإن تَعْجَب فعجبٌ لجرأة الأمريكان على الباطل وعجز العرب عن الحق !! يعلنون عن اصرارهم على استبعاد الاسلاميين عن الحكم فى السودان ويمكنون المتطرفين من اليهود والنصارى من عنق الفلسطينيين خاصة والعرب عامة سواء أن كانوا إسلاميين أو علمانيين أو لا دينيين!!

وقد تمادى الصهاينة فى غيهم فأمطروا دوحة العرب بوابل من الصواريخ بعلم ومباركة أمريكا ولم تعد هناك دولة آمنة من شرورهم وطغيانهم.

بيان الرباعية الذى يستبعد الجيش إرضاء للدويلة التى خاب سعيها من تمكين المليشيا المتمردة فأرادت أن تعاقب معها الجيش النظامي، وهذا غير ملزم للشعب السوداني الذى يَلْتَفَّ حول جيشه ويرفع شعار جيش واحد شعب واحد !!

أما الإدارة الأمريكية فقد زادت بيان الرباعية (كيل بعيرين) ففرضت عقوباتها على شخص الدكتور خليل ابراهيم، رئيس حركة العدل والمساواة،وعلى كتائب البراء فقط لأنهما يقاتلان الى جانب الجيش، هكذا بالمكشوف !!

وعدم رضاء أمريكا عنهما بشارة فى حد ذاتها .

﴿وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡیَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَـٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ قُلۡ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلۡهُدَىٰۗ وَلَئِنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَاۤءَهُم بَعۡدَ ٱلَّذِی جَاۤءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِیࣲّ وَلَا نَصِیرٍ﴾

صدق الله العظيم

محجوب فضل بدري